الرابع والعشرون.

151 16 0
                                    

- الأستاذة اللي في الصف الأخير!!

رفعت وشي من فوق الكتاب وشلت الهاند فري من ودني وسالته بإستغراب:
- أنا؟!
- أيوة أنتِ، ممكن تقوليلي كُنت بتكلم عن أي!
بصيت علىٰ اللوحة وراه وجاوبته بهدوء تام، إستغرب الدكتور والدفعة كلها إزاي أنا مركزة وانا أصلًا كُنت في عالم تاني، لقيته مرة واحدة بيقولي:
- مدام أنتِ شاطرة كدة ركزي معايا إنما شكلك سرحانة في ماما هتعمل أكل أي انهاردة!
لقيت نص اللي موجودين بيضحكوا، بصتله ببرود وقولتله:
- آه يا دكتور معاك حق يا ترى عندكم أنتو كمان اكل أي انهارده؟ لو حلو اعزموني علىٰ الأقل ألاقي مواصلة ببلاش.
- أنتِ هتهزري؟!
- مش حضرتك بتهزر يبقى آه

بصوت عالي هِبد الكتاب علىٰ المكتب وقالي:
- أطلعي برا يا آنسة
لميت كتبي وحاجتي وجيت أطلع شبك الفستان في مسمار الكرسي وقعت وحاجتي كلها وقعت، مسحت دمعة كانت هتنزل وبدأت ألم الحاجة لحد ما لقيته واقف قدامي بيساعدني، مدلي أيده فـَ مسكتها وقفت معاه ومشينا.
- قدامك خيارين الأول تروحي تشتكيه ودا بعد كده ممكن يسببلك خسارة للمادة بتاعته والتاني إنك ترديله اللي عمله فيكي.
- إزاي يا زياد؟!
- هعدي عليكم انهاردة وأفهمك الدنيا

وىوحت البيت وأول ما فتحت الباب:
بصوت عالي - ماما عاملين أكل أي انهارده
دخلت كـَ عادتي وأنا بنادي عليها لحد ما سمعت صوت من الصالة:
- طب مفيش سلامه عليكم حتى، معدتك أولوياتك وإحنا ولا هنا.
- أمال يا بنتي.
روحت جنبها وحضنتها وقولتلها:
- أي جابك عندنا
- زياد قال أنه جاي قولت رجلي علىٰ رجله، ثم أن ماما كانت عزماني هه
- وجوزك فين؟
- بيشتري مع زياد حاجات المهم ممكن تقوليلي مالك؟
بصتلها ورفعت حاجبي - مالي أي يا ليلي؟
- عنيكي فضحاكي يا روحي، أنتِ كنتِ بتعيطي؟!

قبل ما أتكلم الباب خبط وروحت فتحت لقيت اللي داخل بيديني شنطة كبيرة وبيقولي:
- قلبوظة عاملة أي؟
أخدت الشنطة منه وقولتله:
- أي قلبوظه دى يا حسام خف تنمر شوية
دخلت لماما في المطبخ وقولتلها:
- هدخل البلكونة شوية لما تعوزيني أندهيلي 
دخلت ومسكت كتاب قصر يونس للكاتبة " مريم وليد " ودا لأني بحب اقرأه لما أبقا حزينة.
يمكن علشان بظهر قوية قدامهم بيفكروني معنديش شعور ولا علشان مش بعيط!!

دخل زياد وقالي:
- قصر يونس!! يبقى متدايقة، ويا ترى من حسام ولا من الدكتور؟!
- منهم كلهم يا زياد واللهِ
قفلت الكتاب وقولتله:
- قولي يا زياد هو أنا ممكن حد يحبني؟
- ليه لا أنتِ وحشة!!

بصيت علىٰ نفسي من فوق لتحت وقولتله:
- هلاقي حد يحبني بالمنظر دا، أنا مكعبلة يا زياد!!
- بس أنتِ مش مكعبلة أنتِ ملبن، وهُناك فرق كبير أنتِ حلوة كده بشكلك وروحك وشخصيتك أما كلام الناس أنتِ عارفة مكانه فين صح!
إبتسمت وقولتله:
- أنتَ بتجاملني علشان أنتَ صديقي ولازم تديني أمل صح، بس أنا مش حلوة ومفيش حد هيحبني.
- ما أنا بحبك، وأمك وأختك كمان بيحبوكي حتى حسام أخويا المهزق لو قالك أي شئ دا مجرد رخامة منه هو مش بيكرهك هو كمان بيحبك، دا يعتبر هو اللي مربيكي يا بنتي!!

ماما ندهت عليا فـَ زياد قالي:
- نروح ناكل الأول علشان أنا جعان وبعدين نفكر في خطة للدكتور 
بصيت للسما شوية وقولتله:
- يلا
بليل العايلة اتجمعت كلها في البلكونه قعدنا نهزر ونضحك زي كل تجمع وأنا كلمت زياد وقولتله إني مش هاممني أعمل أي حاجه في الدكتور قد ما هاممني يبطل تنمر عليا، بعدين قولتله علىٰ فكرة في بالي...

- ها قررتي؟!
- أكيد قررت
- متأكدة من قرارك
- يلا استعنا بالله
طلعت خطوة علىٰ المسرح ووقفت لكل ثقة بصيت للي موحودين ومسكت فستاني ولفيت!
بعدين مسكت المايك:
- ها حلوة؟
مسمعتش رد عدا زياد اللي سقفته كانت في القاعة جامدة وهو بيقول:
- ملبن!!
ضحكت علىٰ حركته والناس ضحكت وسقفت مسكت المايك وقولت:
- خلال الفترة اللي فاتت كنا بنجهز لحاجة كبيرة، أنا اتعرضت لتنمر زي أكتر الناس، وشوفت ناس كتير روحهم حلوة شكلهم وملامحهم حلوة بس كلمه واحدة ممكن تكسرهم، تجرح ثقتهم في نفسهم.
أنا حابة نفسي كدة ولو قررت أتغير هتغير علشان نفسي مش علشان الناس..
الندوة معمولة ضد التنمُر اللي بتمني في يوم أنه يقف.
سمعت تسقيف من الحضور وبدأت الندوة واتناقشنا ومخلاش الوقت من هزار زياد اللي أضاف جو لطيف ليها.

وبعد ما خلصنا وقبل ما نطلع وقفني واحد:
- أستاذة سديم
- أيوة اتفضل.
-أنا بشكر حضرتك أنا ومجموعة من الزملاء وللصراحة التنمر زاد فعلًا بشكل ملحوظ، وفكرتكم هتساعد علىٰ الأقل في تقليله.
إبتسمت ليه وشاورت لزياد ومشينا
- آه وهو يقف يتكلم معاك بمناسبة أي؟
- أي يا زياد بيشكرني!!
- امم وهو مكانش عارف يشكرك في الندوة يعني؟
تصرفه غريب بس إبتسمت من حركاته
- تيجي نمشي؟
- يلا

القمر كامل وشكل السحاب في السما حلو، طلعت الهاند فري وحطيتها في ودني بعد ما قعدت وأنا ببص للبحر وماسكة كوباية الشاي في أيدي، قام زياد مسك الهاند فري وحطها يسمع معايا.
كانت القعدة حلوة وفجأة ضحكت:
- بتضحكي ليه؟
- مش عارفه فرحانة، الجو حلو..
بفكر أخِس بس مش علشان الناس، علشاني أنا بقيت بتعب كتير، يمكن خايفة علىٰ صحتي آه!!
وبفكر ألعب كرة سلة تاني زي ما كنت بلعب وأنا صغيرة، بس لما كبرت منعوني، الصراحة بفكر في حاجات كتير وأكترهم هل لو خسيت هتقولي يا ملبن!!
ضحك علىٰ كلامي وقالي:
- أنتِ مهما اتغير شكلك هتفضلي ملبن بالنسبه ليا، صديقة سُكر محلية كل حياتي بتصرفاتك الغريبة، كنتي قولتيلي من فترة ممكن حد يحبك! وأنا جاوبتك...

قاطعته وقولتله:
- آه قولتلي أنكم كلكم بتحبوني
كمل كلامه وقالي:
- آه بس أنا حبي يختلف عنهم، يبدو يا سديم إني حبيتك لدرجة إن دقات قلبي بتضرب طبل لما بيشفوكي، وبحس إني فرحان لما أسمع صوتك بس.
أنا بحبك بشخصيتك وعفويتك وأنتِ ملبن وحلوة وتحلي قلب أي شخص.
ضحك وشال الهاند فري وقالي:
- تسمحيلي أحبك لدرجة إن حبنا يسافر في السما يحكي قصتنا لكل شئ يمُر قدامه.
ابتسمت وقولتله:
- أسمحلك تحبني زي ما أنا بحبك ونوصل حبنا لأعلى مكان.

شاورنا علىٰ السما بإيدينا الإثنين، في الخلفية فيروز بتقول (" أنا لحبيبي وحبيبي إلىِّ يا عصفورة بيضا لا بقى تزعلي..")

#هايدي_إبراهيم
#سديم

- عاالم مختلف )" 💛✨

اسكربتات 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن