_ دُكتور فَريد من فضلك !
_ التفت بعد ما سمعت شخص بينده : أيوة .
_ مُمكن أسال حضرتك سُؤال !
_ أكيد .
_ هو مُمكِن شخص مابيحبش حاجة ، ينجح فيها ؟
_ إبتسامة جميلة ظهرت على ملامحِي : مُمكِن طبعاً .______________
" في تمامِ السابعةِ مِنَ العُمر أنا وأنتَ كُنّا لا نحمِلُ همًّ "
________________ بقولكم إيه ياولاد ، بما إن دي حصّة ألعاب ، تعالوا نسْتَغِلّها ونعرف كُل واحد فيكُم حلمُه يبقىٰ إيه لمَّا يكبر .. إيه رأيكُم ؟
_ صوت حماس كُل واحد فيهُم كان أعلىٰ من دقّـات قلوبهُم .
_ ابتسموا ومع أوّل إيد بدأِت تشب وتطلع : أنا نفسي أبقىٰ دُكتور يا مستر .
_ أبتسمت وبصيت لباقي
الطُلَّاب : وأنتُم يا أولاد
أحلامكُم إيه ؟_ رَفع فريد إيدُه بكُل حمَاس واتكلّم : أنا نفسي أبقىٰ طيَّار يا مستر !
" الصَفعَات الَّتي تأتي مِن مَن نَظُنٌ أنَّهُم المَأمْن ، تَكُن هي مَن تُزْهِقُ أرواحِنا باكِرًا "
_ طيَّار إيه يا حبيبي ؟ ، أنتَ مفكَّر نفسك هتكون حاجة فعلًا !
أنتَ أخرك تطيّر طيارات ورق يا فريد !
_ سِمعت صوت ضحك أصحابي والمِستر معاهُم .
" صوت تكسـير قلبي كان عالي واللَّهِ .. لكن محدش سِمعني ! "
________
_ الكُل بيمشي
لكن أنا وقلبي لسّة بنبـكي .
__________
أخدت عهد على نفسي إنّي هحقق اللي بحلم بيه ، مهما كلّفني الأمر تعـب وسُخرية
أنا اللي عايز أبقى طيَّار مش هُمَّا !كانِت لحظات اليأس أكبر من أوقات العزيمة
كُنت شاطِر طول فترة دراستي ، كتمت حلمي جوّايا وبطّلت أحكي لأي حد أنا عايز إيه ، خوفي من السُخرية كان مانعني أمارس حقّي الطبيعي .. الطَبيعي كا أي بني آدم !
_ كُنت عارِف وواثِق إن ربّنا مش هيضيّع تعـبي مهما حصل
هو مُطَّلِع عليّا وعلى تعبي ، ودة كَفيل يبني جوّايا بساتين من الأمل والإيمان !_ " نتيجة الصف الثالث الثانوي : الطَالِب فَريد مَحمود المصري : 65٪ "
_ لحظات صمت كانت ماليه عقلي ، كُل النتايج اللي ظاهرة ف عقلي دلوقتي إن دة مِش مجموعي ، أنا حلمي إنّي أطلع طيَّار .. حلمي هو اللي طار وأنا بقيت على الأرض بودَّعُه .
______________ وقفت على حافة السّور ، دُمـوعـي نطّـت قبلي في النّيل
" أنا مكُنتش أستحق كدة أبدًا ، مكُنتش أستحق إن حلمي يضيع ، ياخدُه غيري ويطير بيه ، أنا تعبت أوي أوي وفي الآخر .. دة مش مجموعي !
_ التفت وأنا سامِع صوت ورايا ، عيني برغم الدمـوع كانت قادرة تشوف فرحِة واحِد بِيحتفِل بنجاحُه وإنُّه بقى مُهندس زي ما كان بيتمنَّى .
شوفت فرحة في عيون كُل واحِد اتمنَّى شيء ونالُه .. إلَّا أنا !
" أنا للأسف محققتش اللي عايزُه
أنا بقيت فاشِل في كُل حاجة .. حتّى حلمي .. مُدرّسي كان عندُه حق لمّا قالّي إني مش هطولُه "_ أنا أسِف .. أنا طِلعت فاشِل _
"من كافأهُ اللَّه بشيءٍ كان يتمنَّاه فهنيئًا له جزاء ما سعىٰ ، ومن أختار لُه اللَّهَ شيءً فهنيئًا له بإختيار اللَّه وتكفُّلِهِ بذلِك ، فلا تبديلَ لِكلماتِ اللَّه ، ولا رَادّ لحُكمه ، وأنّه مَا شَاء اللَّهُ كَان ، ومَا لم يَشأ لم يَكُن ، وهو الخَيرُ كُلّه "
ظهر الصّوت مِن العَدم واختفىٰ_ قرّرت أرجع
دُمـوعي نزلِت
كان نفسي أنجح
كان نفسي حلمي يبقىٰ معايا
لكنَّها " إرادةُ اللَّه "
________________
_ وقفت على حدود الباب وأنا بعيد الأسم جوّايا مليون مرّة " كُليّة التجارة "
_ أخدت نَفس ودخلت ، كان نفسي أقول لكُل شخص جوّه " دة مش حلمي والله ، أنا كُنت عايز حاجة تانية .. ليه بقيت هنا ؟
______________
ف أوّل سنة سـقطت ..
مكانش عندي غاية ولا هدف لأي شيء
كدة كدة مش حاببها هنجح فيها ليه ؟
ولو حلمت مش هحقق حلمي .. ف ليه العذاب يتكرّر تاني !عيدت سنة أولىٰ من تاني
نجحت بصعوبة بالغة .
كُنت فاقِد شغفي لأي شيء
معنديش أحلام
أهدافي .. طارت
والحقيقة إنِّي كُنت فاقِد روحي .. ودة أصعب ما يُفقِدُكَ الحياة وأنتَ على قيدِها !
____________
_فاضي يا فَريد !
_ تعالىٰ يا بابا أتفضّل .
_ ابتسمت وسألتُه : إيه مش بتذاكِر ليه !
عندك امتحان بُكرة صح ؟
_ آه عندي ، لكن هنجح وخلاص المُهم أخلص تعليمي .
_ أنتَ حلمك تنجح وخلاص ، ولا تخلّص تعليمك وإنتَ حاجة بجد ؟
" طَرح السُؤال توّهني
رجّعني طفل عندُه سبع سنين بيصنع طيَّارات من الورق وبيحلم يكون هو الكابتن "_ أنا معنديش أحلام يا بابا ، حلمي مــات يوم النتيجة .
_ أبتسم وبلمعة عين نطق : إحنا أحلامنا بتمــوت لمّا النَّفس بيُقف
لكن طول ما قلبك بيدُق ، إنتَ كدة في السَّليم ، إنتَ كدة بتحلم !
_ وبالنسبة لحلمي اللي ضاع !
_ مفيش أحلام بتضيع يا ابني .. إحنا اللي بنضيّع الأحلام من إيدينا أهو !
_____________
قرّرت إني لسة هحلم
طالما عقلي لسّه بيفكّر ، يبقىٰ أنا لسّه بحلم .
_____________
_النهاردة أنا واقِف قُدَّامكُم وأنا مُعيد في كُليّة التجارة اللي كُنت بضحك لمّا أشوفها في التنسيق ،
تم إختياري ضمن 100 شخصية مؤثّرة .
بقيت مُدرّب سباحة .
_ رفَعت الجائزة اللي في أيدي: ولأن لسّه الأحلام مخلصتش ، دي جائزة الدُكتوراه اللي كُنت باخُدها من جامعة في بريطانيا من كام يوم بس .
" دوىٰ صوت التسقيف في القاعة بالكامِل
وقفت وأنا شايف بساتين اليأس اللِّي سقاها حلمي زمان ، بتُزِهِر دلوقتي من جِديد .
أبتسمت وأنا مكُنتش مُتخيّل إن السّعَادة اللِّي أنا فيها دلوقتي لأني رضيت بقضاءِ اللَّه وقدرُه ._ لمحت طالِب بيمسَح دموعُه ، شوفت ألمُه على حلمُه اللِّي ضاع من أيدُه ، بس سمعت عقلُه وهو بيقول : لسّه فيه آمل أهو !
" مِسكت المايك وأنا عيني متوجّهه ليه : النَّجاح مش إنَّك توصل لحلمك اللِّي كُنت بتحلم بيه ، النَّجاح الحقيقي إنَّك تنجح في الحلم اللِّي بقيت فيه " .
_نرمين طارق .
- عاالم مختلف )" 💛✨