السابع والثمانون.

85 17 0
                                    

-هو أنا جاية لك عشان تسيبيني قاعدة مع نفسي وتمسكي التليفون!!

اتفزعت من صوت خلود وهي بتزعقلي كأنها فاض بيها، ايدي اتهزت والفون وقع منها؛ لإني كنت مركزة فيه جدًا وتقريبًا كنت نسيت وجودها...
بصيت لها واتنهدت وأنا برد:
_ما القعدة مملة يا خلود، قلت أسلّي نفسي شوية.

لقيتها اتكلمت بعصبية وهي بتحرك إيديها بعشوائية:
_طب وإيه لازمته وجودي بقا لما هنمسك تليفوناتنا ونقعد جنب بعض وخلاص! ماكنتش جيت أحسن.
اتكلمت بسرعة وأنا بقاطعها:
_أنتِ بتقولي كدا ليه يا خلود! أنتِ كنتِ واحشاني جدًا.
بصت لي بعتاب وقالت:
_وجيت سلمتي عليّ ومسكتي التليفون يا حبيبة.
اتنهدِت وبعدين كملِت:
_التليفون مش هيطير يا بنتي، لكن أنا شوية وهقوم أمشي، الليل داخل.
بصيت لها باستغراب وأنا مش فاهمة وجهة نظرها، لكنِّي رديت وأنا بحط التليفون ع الكومود عشان أريّحها:
_ خلاص ياستي ماتزعليش، أهو التليفون ال مضايقك.

ابتسمت لي وبدأنا نتكلم، لكن الحوار ماكانش شيّق أبدًا، كنت كل شوية بلقي نظرة ع التليفون وأنا هموت وأمسكه...

عاوزة أعرف آخر بوست جاب كام ريأكت، وبفكر ف إني لو الريتش ماتظبطش هصفي الأصدقاء ال ع الأكونت وأضيف غيرهم.

كل شوية أسمع صوت إشعارات، وابتسم بفخر لإني مشهورة، بس لسه الطريق طويل وعاوزة أتعِرِف عن كدا..

بفكر.. ياترى هدى ردت ع الماسدجات بتاعتي؟ زمانها شافتها أكيد وفرحت من الكلام الحلو ال كتبته ليها.

خلود كانت بتتكلم وأنا برد عليها لكن من غير شغف، القعدة مملة وأنا مش حاباها، كنت بتحاوِر معاها من غير نفس، لحد ما القعدة عدت وخلود روّحت...

مسكت تليفوني بسرعة وأنا بشوف الإشعارات...
آخر بوست جاب 674 هاهاها، دا عدد حلو جدًا، قدِرت أضحّك الناس.

فتحت شات هدى لقيتها ردت ع المسدچات، ومبسوطة جدا بالكلام ال كتبته لها، وأنا فرحت جدًا لإنها فرحت.

هدى صاحبتي سوشيال من سنتين، أعز أصحابي وبحبها أكتر من أصحاب الواقع كمان، نفسي أقابلها لكن المسافة كبيرة بين محافظاتنا، بجد تبًا للمسافات.

فضلت أتنقل من أبلكيشن للتاني..
أسكرول ع الفيس والبوست ال ألاقيه جايب ريتش آخد وأحطه على أكونتي، الناس تشيّره ويجي لي متابعين كتير..

أفتح الإنستجرام أشوف صورتي ال حطيتها إمبارح عجبت كام حد، لقيت كلام جميل جدًا وناس بتشكّر ف ملامحي، حقيقي الناس ع السوشيال لطيفة خالص.

حطيت لينك صراحة ف الستوري عشان أشوف آراء الناس فيّ... ماسدچات كتير لطيفة جاتلي، ناس كتير بتحبني... لكن.. لكن فيه ماسدچات محتواها قد إيه أنا مغرورة ودمي تقيل، ماسدچات كتير ال كاتبينها بيقولوا قد إيه همّ بيكرهوني!!!
دموعي نزلت وأنا بقرا كلامهم، وفرحتي بالكلام التاني الحلو ماتت.. استلقيت على السرير وفضلت أعيط، مش متخيلة إن فيه حد بيكرهني كدا! أنا ما أذيتش حد!

تفكير ،تفكير، تفكير.... دماغي مارحمتنيش لحد ما رحت ف النوم...

صحيت م النوم تاني يوم الصبح وأنا دماغي مصدعة كالعادة، لكن النهار دا الصداع لا يطاق! طلعت من الأوضة وأنا بدوّر على ماما، وأول ما شفتها عيطت وقلت:
_صداع هيفرتك دماغي يا ماما، هاتي لي مسكن.
ردت بصوت هادي وهي بتطبطب عليّ:
_قلت لك ماتبصيش ف التليفون كتير يا حبيبة، لكن مافيش فايدة.
عليت صوتي وأنا بقول بنفاذ صبر:
_يووه يا ماما! كل حاجة التليفون التليفون! ما أنا ف إجازة، أمسكه براحتي.
مدت لي كوباية مية وشريط المسكن وبصت لي بطرف عينها وقالت بحدّة:
_هدّي صوتك، لولا أنتِ تعبانة كنت أدّبتك.

أخدتهم من إيدها وأخدت البرشامة ودخلت أوضتي، عدّى ساعة.. اتنين.. الصداع خفّ شوية لكن لسه موجود، بس عادي مش تعبانة أوي.. قلت أمسك التليفون شوية، وحاولت أتناسى المسدچات الوحشة بتاعة إمبارح...

فضلت أسكرول ف التايم لاين، وأتفرج ع البلوجرز... قد إيه حياتهم حلوة! نفسي أكون زيهم، حلمي وبإذن الله هحققه.
في وسط ما أنا مندمجة.. سمعت ماما بتنادي.. طنشتها كإني نايمة، وهي سكتت بعد كام ندهة زي ما تكون قالت إني نايمة فعلًا.

كملت تقليب وأنا مستمتعة، لحد ما قابلني بوست استوقفني...

"قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ)"

فصلت أعيد فيه وعبارة «عن عمرِه فيما أفناهُ» بترن ف دماغي وبتتردد ف عقلي...
بسأل نفسي؛ هو أنا جاهزة للسؤال دا؟ والإجابة طبعا لا...
مضيعة وقتي كله ع التليفون والسوشيال،
بنام متأخر وبالتالي بضيّع صلاة الفجر وبصليها لما أصحى!
مش بساعد ماما ف أي حاجة بحجة إني ف إجازة!!

قررت إني لازم أغيّر مني نفسي، أنا مش جاهزة أقابل ربنا وأنا ماعملتش لآخرتي أي حاجة تنفعني كدا!

مسكت التليفون ومسحت كل الأبلكيشنز ال عليه، كلهم بيهدروا وقتي ف الفاضي..
قمت اتوضيت وصليت الفجر ال ضيعته لإني نمت متأخر،
بحثت على جوجل عن صلاة الضحى.. لقيتها سهلة جدًا.. صليتها وطول الصلاة وأنا بعيط وبدعي ربنا يهديني..

خلصت صلاة وطلعت لماما أشوفها بتعمل إيه وساعدتها، كانت مبسوطة مني جدًّا ومن تغيّري، ودا شيء فرحني وحسسني بالراحة.

ماعتزلتش السوشيال... ماقدرتش، لكن قللت استخدامها جدًا، أنا مش مستعدة اتسأل عن عمري وضيعته ف إيه وماعرفش أجاوب!

بدأت أقرب من أصحاب الواقع، فيه منهم اللطيف وفيه ال مش لطيف... ودا طبيعي، كل شيء فيه الحلو والوحش، ومش لازم الحياة كلها تكون وردي.

بدأت آخد كورسات وأملا وقتي، وأستفيد منه.

وبقيت راضية عن حياتي بشكل نسبي، وبحاول أقرب من ربنا أكتر، وأطور من نفسي وأحسّن أسلوب حياتي.

#من_دفتر_الواقع.
#حواديت_خديچة_محمود.
#خديچة_محمود_الشربيني.

- عاالم مختلف )" 💛✨

اسكربتات 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن