147

27 1 0
                                    

                                 "ضلعي الأعوچ"

        عند لقُياك للمرة الأولى؛ شعرت وكأنني أعرفك،
             مُنذ مجيئي لهذه الحياة، في ذلك الوقت
          تأكدت من قول هذه الجملة؛ أنني خُلقت من
                   ضلعك الأعوچ، فعرفت أنني منك!
                                                         أسماء خالد الفقي.

عُدت من العمل ف رأيتها علي عكس عادتها فهي الآن صامتة صمت مُقلق فسألتُها:-
= مالك!
فأجابتني بصمت حزين:-
- مش عارفة كالعادة حاسة إني عايزه أسكت وأبقي فحضنك بحس فيه بالأمان.
فاخذتها في عناق قوي، هي دائمًا ثرثارة تتكلم كثيرًا ولكني أعشق ثرثرتها، شردت قليلًا في المرة الاولي التي رأيتها بها
                             
                               'Flash Back '        
                                      
كنتُ مع شقيقتي عند الطبيب لمعالجة طفلها، فلقد كان والده في رحلة عمل خارج البلاد، صعدنا إلي الحافلة و......
= ايه دا ملاك!
نظرتُ لها بذهول فما تلك الملاك الصغير، كانت تجلس بجانب صديقتها من جهة النافذة، ظللتُ أنظُر إليها وأتأملها  كثيرًا، لا أستطيع أن أنُزل عيني من عليها!
علي عكس عادتي، كانت ترتدي سماعة الأُذن، وتسمع تسجيل صوتي"ريكورد" علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت تبتسم، أبتسمت لتسلبُ مني لبُ قلبي!
أخذتُ أنظُر إليها حتي تركت هاتفها المحمول، وجلست تتطلع إلى النافذة، فكانت تارة تبتسم وتارة أُخرى يظهر معالم الحزن علي وجهها!
تمتلك وجهًا برئ للغاية، عينيها طفولية، ظللتُ أتطلع إليها حتي توقفنًا عند محطتها، ظللتُ شاردًا بها وبملامح وجهها إلي أن أفقتُ علي صوت شقيقتي وهي تربت علي كتفي:-
= فواز يالا وصلنا.
لا أعلم ما العبرة من ذلك أولًا أن تُعطل سيارتي، فأذهب بالحافلة، فتظهر أمامي ملاك لتأخذ قلبي ثم تختفي، دائما ما أسمع عن الحب من النظرة الأولى، ولكني لا  أؤمن به خصوصًا بوجود مجتمع عقيم مثل مجتمعنا هذا!
             
                                  ***********    
                            
توالت الأيام، وظلت تأتي إلي بالي، لتسكن الروح ولا تغادره، لا أعلم ماذا أفعل كِدتُ أُصاب بالجنون، بل عفوًا أصبحتُ متيمًا بها، بفتاة لا أعلم عنها شيء، تذكرتُ عندما كنا بالحافلة عندما كانت تستمع إلي هاتفها شعرتُ بالغيرة عليها، ويالله علي هذا الجنون وهذه اللعنة، شعرت بالغيرة علي فتاة لا أعلم إسمها حتي!
               
                              ***************

كنت أشعُر بالوحشة دون روُأُيتها، وحشة مؤلمة لقلبي، ومهلكة لروحي حد الموت، لا أعلم ماذا حدث لي ولكني أدركتُ أنني تعلقتُ بها كثيرًا، لِمَا وكيف لا أعلم!
ظللتُ علي هذا الحال إلي الأسبوع التالي، بنفس اليوم، وبنفس التوقيت، الذي رأيتُها فيه للمرةً الأولي، أرتديتُ ثيابي ورحلتُ حيث مكان رؤيتها للمرة الأولي!
كنت أتمني روُيتها وبشدة، وللمفاجأة أنني رأيتُها، كانت تجلس في نفس مكانها، ملامح وجهها حُفِرت في روحي، وعقلي وقلبي، ظللتُ أنظُر إليها بعينُ المشتاق لمعشوقه وقلبه، إلى أن نزلت عند محطتها!
                         
                             ***************

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اسكربتات 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن