١٦

36 9 0
                                    

(( أحمق لعين!)) ضربة من ميلام على وجه آيومين، و المزاج محتدم للغاية، لم يدافع الأخير عن نفسه، و بقي صامت بعدما رمت الصفعة بوجهه نحو الجهة الأخرى، كان موران يقف في الخلفية  في وضع مُقيد، مستاء مما يجري، لم يستطع ليعترض او يدافع عن آيومين لأنه على علم تام، ان هذه اللحظات لمزاج سيده، لن ينفع النقاش معه.

كانت الغرفة خالية حتى من الخدم، لم يكن سوى السيد و حارساه، و الغضب رابعهم، قال و هو يُخرج ما تبقى من مزاجه السيء، على أواني الفاكهة الموضوعة امامه: هل الغباء يُعميك لهذه الدرجة، لتطالب بسرقتها في وضح النهار؟ و أمام من؟ أمام أورين!!... هل حظي السيء منحني رجال أغبياء مثلكم!

لم يُجب آيومين، و لم يدافع عن نفسه حتى، فقال موران يوجه سؤاله نحو رفيقه: هل كانت هي على الأقل؟ و أنت تراها عن قرب!

أومأ و هو لازال يشعر بالهضم من الصفعة، و يخفي ذلك بصعوبة عن موران: نعم، لقد كانت هي!

هتف ميلام صارخاً بالأثنين: لقد قلت لكما هي!... السارقة اللعينة، سأقتلها أقسم بالألهة سأفعل لن يرف لي جفن واحد.

سأل موران بصوت عالٍ و كمن يحادث نفسه: هل تظن أنها ستعطيه لقائد اور_يم؟

نمت على وجه ميلام، ابتسامة صفراء أشد مكراً، و تمتم بعبارات هازئة، يفوح الخبث منها: لن تجرأ على ذلك، ستخشى أن يقتلها حالما يعرف الحقيقة.

*

لابد أن الغرف التي تحوي سادات الدويلات ، يفيض منها الجو المشحون، فمثل هذا كانت تعاني منه الغرفة التي أغلقت على الملك آباركي و زوجته الفاتنة، لقد كانت غاضبة، لكنها لا تجرأ على رفع صوتها عليه مطلقاً، إلا أنه يستشعر مدى عنفوانها المكتوم: لم يكن عليك يا مولاي أن تتركه يتحدث براحة هكذا، لا يجب ان تصدق بقوله، علينا ان نحذر منه.

أجاب الملك و يبدو انه بدأ يتململ من الحديث معها: لقد قلت لك لم أعده بشيء، لقد رددت عليها بما أستوجب الأمر... ثم من قال لك بأني أثق به، أنا فقط أقرب عدوي من مجلس، حتى يكن أمام ناظري.

ندت عنها ملامح غير راضية، متبرمة محتجة، فعاد ليخاطبها الملك، لكن هذه المرة بنبرة تكاد تكون لاذعة بعض الشيء: ثم لماذا هذا الموقف الحاد الذي تتخذينه منه أنا لا افهم، لقد جاءنا في الأمس، و هو الذي أنقذنا من حرب كانت على وشك ان تقام.

ردت عليه دون ان تعطيه فرصة ليتم حديثه: نحن لا نعلم بعد، إن كان قد اخمد حرباً، أم أفتعلها؟ ... ثم ان هذا الذي جاء منذ يوم واحد، يعمد للحديث عن حرب مع دولة لا يمكننا المساس بها، تساوينا في القوة، فلماذا المجازفة بها!

كانت نبرة الملك هذه المرة حانقة و هو يجيبها: قلت لك، لم أقبل بالحرب و لن أقبل بها... تذكري يا بو آبي.. أنت هنا النين العليا، و هذا أقصى حد يمكن لمركزه بلوغه، و الذي لن يتجاوز مركزي.. أنا الملك.

الهاربة والمفاتيح المفقودة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن