بدأ ايكادو النزال بمقارعة القائد اورين، و السيد تاشكين منظم بسرور، و الاخر يصد تلك الضربات بمهارة، حتى جاءت له ضربة خاطفة من سيد لجش كادت حرفياً ان تودي بحياته، وخط وجهه بعلامات الاستغراب و قال : لقد ظننت اننا سنمثل.
أجاب تاشكين :لقد كذبت، انا انتظر هذا القتال لزمن اورين، اريد ان ارسم لك خطاً في وجهك مثل الذي رسمته لي في حربنا السابقة.
أجاب وهو يصد ضربات الاثنين المشتدة عليه بصعوبة: لقد كنا فتية صغار، الا زلت تذكر ذلك لي كل هذا الوقت؟
صاح تاشكين بغضب مثل تسديداته:لم انسَ، لم انسَ يوماً.. لقد شققت طريقي في الجيش حتى بلغت منصبي هذا فقط لكي التقي بك مجدداً.. فقط لكي ارد لك ما أعطيتني.
اشتد الضرب على اورين من كل الجهتين، لقد كان مقاتلاً بارع و يقوى على مواجهة ثلاثة او اربعة، لكنهما لم يكونا مجرد ثلاثة او اربعة، فكل منهما على قدر كبير من المهارة، فسأل اورين و هو منشغل بتوجيه هجماته نحو ايكادو: و انت! ما الذي فعلته لك حتى تهاجمني بقوة.
اجاب: انها طريقة لاثبت قوتي أمام جنودي… إن اهزم اورين هو شرف كبير.
لم يكن المكان مناسباً للحديث، و اشتد القتال اكثر و اكثر، و بدأ اورين يشعر بالتعب في يديه من حمل الرمح، لكنه كان يقاوم اكثر و اكثر، ثم تنهد ليلتقط أنفاسه مثلما فعل غريميه العنيدين. طالع السماء و بدأت الشمس بالغروب، لقد مضى وقت طويل على النزال دون أن ينتبه حقاً. ثم اندفع للقتال من جديد و بان التعب على الجميع لكن لا أحد منهم ينوي ان يستسلم، و في لحظة غادرة، صدَّ اورين ضربة من ايكادو و لم ينتبه لضربة تاشكين من خلفه، و وقع ارضاً و أصبح تحت رحمة الاثنين، ابتعد القائد الشاب راضياً بهذا النصر لكن سيد لجش سدد ضربته على وجه اورين، وسبب له جرح كبيراَ في وجهه مثلما أراد تماماً.
صرخ اورين عالياً من الألم، و امسك بوجهه متألماً، مما اثار حنق جيش اور_يم و هموا بالاندفاع، فصرخ اورين بهم، و نهض رغم المه، و الدماء قد منعته من الرؤية: لا أحد يتدخل بيني و بينه، انها حربنا نحن الاثنان.
قبل ايكادو بالمستوى الذي وصل اليه وأعلن قائلاً: لقد تمكنت من الاطاحة باورين امام أعين الجميع، و بهذا اطالب اور_يم بالتعويض عن الأضرار التي لاقته اوروك، بإرسال صناديق الذهب و الفضة و الأحجار الثمينة.
ثم انسحب و ترك النزال بين هذين العدوين، لم يستطع اورين ان يرى جيداً فلوح برمحه هنا و هناك، و كان الاخر يتمكن من التنصل منها بكل يسر، ثم استدار خلفه و ضربه على ضهره واسقطه ارضاً، وضع قدمه فوق بطنه و قال بصوت جهور قاس: لقد هزمت اورين و لتعلم اور_يم انها قد سقطت مع قائدها تحت أقدام لجش.
صوت هتاف عال من قوات لجش، تحيى قائدنا على هذا النصر، و فوضى بين جيش اور_يم، و ماسين كان يقف حائراً لا يعرف ما يفعل.
أنت تقرأ
الهاربة والمفاتيح المفقودة
Historical Fictionفائزة بمسابقة اسوة بأفضل رواية لعام ٢٠٢٠. عن جارية أحضرها قائد الجيش هدية لملكته، فإذا بها تكون حفرة تجره مع مملكته نحو الضياع.