٢٠

34 9 0
                                    

تنفس الصبح، و أسفرت الوجوه عن بهجتها، يترقرق السرور في مقلهم، تزين الابتسامات سيمائهم، تلون الأفراح بزيهم، أنه اليوم المنتظر، يوم الأفراح و الليالي الملاح، عيد النذور، يوم الزواج المقدس

ابتدأت تلك الطقوس منذ زمن بعيد في تاريخ أور_يم، و الأساطير و الحكايات تتوارث منذ ذلك الحين، أسطورة عن زواج الهة الحصاد ديموزي الراعي، و سيدة الحب و الأخصاب و الحرب، ذات الزهرة الثمانية، المحبوبة عينانا... الزواج الذي باركته السماء، و اهلت بنعمه على بنو الأرض، بالنعم و الخير و الوفرة، و منذ ذلك الحين، يقيم الناس ذكرى هذا الزواج، بشارة لقدوم الربيع، و جني المحصول، ووفرة الحصاد.

أقيم الحفل بالمعبد الكبير لمدينة أور_يم، حيث لينكال هناك يترأس الكهنة لهذا اليوم، يرتدي تنورة بيضاء من الكتان على شكل اهداب ذات طبقات ثلاث، كاشفاً عن صدره و ذراعه كلياً، و في يده، أناء عميق و صغير من الفخار، و ضع فيها الماء، كانت موزعة عند قدم تمثال الأله انكي.
وقف عند بوابة المعبد، و خلفه الكهنة يرددون الصلوات، و جميع سكان المدينة كان يتجمهرون في ساحات المدينة، أزقتها و أروقتها الزاهية، هرج ومرج في الخارج كان يعلو، ضحكات الأطفال و لعبهم، و غنائهم، بأناشيد مرتلة.

أعلن الحاجب بصوت عال قدوم موكب أصحاب الجلالة، فانفرج الناس إلى جهتين، لتمر عربة الملك و الملكة المزينة بالذهب و أحجار العقيق، على رأسيهما طوقان مزدوجان من الذهب المنقوش على شكل اوراق الصفصاف، مربوطة كل ورقة بحبل متين مزين بخرز الملونة.

يجر العربة الثور الكبير، و هو يمشي بخطوات متأنية، سامحاً للناس بفتح الطريق أمامها نحو الاتجاه للمعبد، ثم بلغا الملكين المعبد و ارتقيا درجاته، و حتى وصلا لمكان الكاهن، ليبدأ بطقوس الصلوات.

أتم الكاهن الصلوات، ثم رش بعض الماء المقدس فوقهما، و ذبحت القرابين تحت أقدامهما، و قدم لبعض المحبين الذهب و الفضة، ثم اعلن الكاهن مباركة هذا الزواج داعياِ الرب ان يتم الخير و الفضل على هذه المدينة و أصحاب الجلالة.

ثم بدأ موكب الملك يعود ادراجه، يدور في شوارع المدينة، يقوم بتحية الناس و اكرامهم .

*

ربتت أحدى الجواري على كتف نبيشوم التي كانت واقفة مع المحتفلين، و قالت لها: علينا العودة للقصر الان، فالاحتفالات ستبدأ هناك.

أومأت برأسها وهمت للمغادرة، حتى قاطع مرورها، شخص ما، رفعت رأسها لترى أهراسيم يقف باسماً أمامها، لم تكن منها سوى أن تبتسم له، و قال بنبرة لطيفة: كيف حالكِ نبيشوم؟

ابتسمت و هي تهز رأسها، ربما هي الأشارة التي تقول له انها بخير، أو بالأحرى لا يحق لها أن تشتكي، نطق ممازحاً: سيكون اليوم شاقاً لكِ، أتمنى أن لا تشتمينا أنا و أورين في سرك، لدفعنا أياكِ لتكون جارية في القصر.

الهاربة والمفاتيح المفقودة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن