٤٩

12 8 0
                                    

فتح باب المدينة الكبير، و أصدر صريراً عالياً، القلوب تنبض بقوة، و النفوس مضطربة، و الريق قد جف في البلعوم. اعداد من البشر تتحظر لتخرج من هذا الباب، لتلاقي موتها المنتظر، في اغوارهم الصامتة يتساءلون، ستكون هذه آخر مرة لرؤية مدينتهم، احبابهم، و بيوتهم، ام سيكون لهم لقاء آخر.

في مقدمتهم كان القائد ذو الوجه الصلد يبدو و كأنه لا يبالي، لا يهتم بالموت الذي يفتح اذرعه إليهم، لكنه كان مثلهم، يحدق بما حوله و يسأل نفس السؤال الذي يتراود في نفوس الجميع ((حاول الا تقتل نفسك سيدي!)) جاء صوت ايننتوم لينتشله من شروده، تبسم اورين إبتسامة صغيرة و قال له: اعتني بالمدينة حاول الا تجعل احد يتقاعس عن واجبه!

اومأ برأسه، ثم توجه نحو ماسين: احمي دائماًِ ضهر القائد يا ماسين.

لوح الآخر بفأسه ،شاحذاً النفوس بالعزيمة و صاح هاتفاً:إلى الأمام.

و تقدمت إل الإمام جحافل الجنود، و رجال الموت، بعزيمة تمضي، و بشجاعة تندفع، حتى اصبحوا خارج الأسوار يقابلون جيش لجش و على رأسهم قائدهم تاشكين و مساعده شيشوك، و من الجهة الأخرى قد تجمع جيش اوروك بقيادة قائدهم الشاب ايكادو.

نادى تاشكين بسخرية: السموات ضدكم هذا اليوم اورين! الاتظن ذلك!

لم يبال اورين بما تفوه به، و كأنه لم يسمع شيئا حتى، و التفت نحو قائد اوروك الفتى، ذو الطلة الشابة، و اللحية الصغيرة، لقد بدأ و كأنه أقرب لشكل إهراسيم، مما اثار وجع و حنيناً داخل قائد اور_يم، قال له : ايكادو قائد اوروك المبجلة، ما الذي دفع قواتكم لتحتشد ضدنا هذا اليوم… نحن لم نكن أعداء لكم يوماً!

أجاب بنبرة عالية: لقد خنتم الامانة، و قتلتم  ضيوفكم، فكيف ترانا لا نحتشد أمامكم… نحن هنا لنطلب ثأر ابناءنا

هز رأسه تاشكين، يصدر طقطقة بفمه، و يقول: كالعادة.. يحبون الخيانة

نظرة جانبية واحدة من اورين كانت كفيلة ان تكون رداً على هراء قائد لجش، ثم عاد  ليدافع عن مدينته و شرفها: ليس نحن من غدرنا، لقد كان ذلك خدعة من شخص أراد أن يوقعنا ببعضنا، نحن اكثر من اكرمنا المستشارين في بلادنا، بل حتى لا أجد سبباً واحداً يدفعنا لقتلهم، لسنا حمقى لنكون متوحشين.. او ندفع نفسنا للحرب معكم الا تظن أن هناك مؤامرة!

سكت القائد الشاب و لم يجب، و حتى جنود اوروك قد بدأوا ينبسون بالتشكيك فيما بينهم حتى تزعزت وحدة الجيش.

ثم أضاف: ربما كانت لجش هي من دبرت ذلك، كي تضمنكم معها في حربها ضدنا!

تغير وجه تاشكين و لا زال يحافظ على ضحكته التافهة وقال: أيها اللعين الماكر.

ثم التفت نحو سيد اوروك: لم يكن نحن، فلسنا ضعفاء لنحتاج المعونة… إن جيشي بقادر على تحويل اور_يمهم هذه إلى أطلال.

الهاربة والمفاتيح المفقودة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن