part 41

234 16 2
                                    

_ جناح أوس
دخل وتوسعت عيونه بذهول وهو يشوفه ضامه رجولها وتبكي بحرقه تقدّم لها بهدوء ورفعت راسها:  أنتِ بخير
ملاذ ببكي : ليه صار كذا ولله حرام
جلس أوس بجنبها وضمها لصدره وهي تبكي ماعندها قدره تواسيه ملاذ تكره أجواء الموت الي تذكرها بوفاة أمها ،

مرّت الساعات ثقيلة على أبطالنا وأنتشر خبر الوفاة بين الأهل والأصدقاء أشرقت شمس يوم جديد لتكمل مأساة الأمس خرجوا الرجال كلهم للمستشفى يكملوا مراسم الوفاة ، وأجتمعوا الحريم بقصر الجد وأنفتح باب العزاء الحريم بشكل عام جالسين ببداية المجلس صوت القرآن بكل مكان يبعث الطمأنينه لقلوبهم يهدي النفوس ويعلمهم الصبر ،

دخلوا الرجال المستشفى وهمس راكان لعزيز : أجلوها لما يصحى نايف عالأقل
الجد : ياولدي نايف ماهو بخير عشان يشوفها خلوه يصحى وقد انتهى كل شيء لعله يهدأ وترتاح نفسه
تقدمت ليلى وهي تقول : ترا نايف صحى من ساعه بس عطيته مهدئ وتقريبا الآن بيصحى  ، غمض عزيز عيونه وقال : خليه يجي لثلاجة الموتى لا تخبي عنه شيء

ومشت ليلى تلبي أمر عزيز ودخلت غرفة نايف وتوقفت لثواني وهي تشوفه مفتح عيونه وشكله هزيل جداً
تقدمت وهمست بخفوت : ماتبي تودع غاليه !
لف أنظارها لها وتكلم بصوت بان عليه الضعف : ساعديني أقوم ، تقدمت ليلى وهي تشيل سلك المغذي وتشيل الكينونه ،مدّت له كأس ماء وشرب منه رشفة لا أكثر ووقف وهو مايشوف من الدموع الي بعينه وتعثر بس سبقته ليلى ومسكت فيه وساعدته يمشي للثلاجة،
سحب عزيز جثمان غاليه وبكى وهو يضمها ويقول: باقي بأحضر تخرجك وأشوف أولادك هان عليكِ تتركيني وتتركي نايف وأمي وأبوي غاليه ، ،انقطع صوته ووخر عنها وهو يصد ببكي ، وتقدم أبوها وهو يقبّل جبينها البارد وهمس : سامحيني يا عيوني سامحيني يابنتي تكفين ، ولفوا كلهم على دخول نايف وليلى وتقدم وهو منحني وكإن الحمل ذا كسر ظهره نزل رآسه بسرعه وهو يقبّل جبينه الي كساه البرودة : كنا بنشيب مع بعض إذا كبروا أولادنا كنت بروح معك لكوخ صغير نعيش فيه كنا بنكمل حياتنا مع بعض ونعيش الحلو والمرّ ، وبلحظة غير متوقعه ضمها لحضنه وصرخ:  عزيز كيف ترضى تخليها كذا عزيز حرام غاليه بردانه وكان يحضنها بقوة وهم يحاولوا يفكوه وبلحظة أرتخى وهم يضم عزيز الي بكى معه وتقدم الجد بحده : الي يحبها فيكم انتم الأثنين يكمل يكرمها إكرام الميت دفنه خلاص الحريم جايين أتقوا الله فيهم وفيكم كلنا نحب غاليه بس خلاص لله ما أخذ وأعطى نسخط من المكتوب يعني ، وبعد مراسم الوفاة غسلوا الجثه وشيعت جنازة غاليه للمقبره ،
وجميلة تبكي وهي تشوفهم يأخذوها الكل عايش بإنهيار ماتوقعوه بذي السرعة يكون آخر عهد معها،
وبوقت صلاة الجنازة كان يبكي فيها صوت شهقاته المسموعه ، وانتهى كل شيء يخص غاليه وتوجهوا للقصور بعد يوم متعب وكئيب من كل النواحي ،

وصلوا الرجال وانسحب عزيز لغرفته ماله خلق يواجهه أحد والبقيه دخلوا قصر الجد وجلسوا مع بعض والجو هادي كئيب مابه الا صوت شهقاتهم الي تعلى بين اللحظة والثانيه ، أمتد نايف هلى رجول أمه وغطى وجهه بشماغه وصدح صوت الجد الي قرأ آيات طمنتهم وهدت رجفة قلوبهم ،
وقفت من صوت امها وهي دموعها تنزل لا إرادي على غاليه الي كانت من اقرب الناس لها وتبكي على حال حبيبها الي ماتدري كيف هو
ملاك : حطي سحاب هنا وروحي شوفي عزيز كيفه
نوف بشهقة : ماأقدر يماما ما أقدر وانهارت تبكي
تقدمت لها ملاك وتكلمت بحده : نوف أصحي نوف عزيز بحاجتك وأمه بحاجتك يا نوف ياويلك إذا مافزيتي على حيلك ورحتي تشوفيه قومي بسرعه
وقفت نوف وهي تترنح بمشيتها وقالت وينه ؟
ملاك : راح لبيت أهله
توجهت نوف لبيت عمها وهي تدعي إن ربي يكون معاها وتقدر تواسي عزيز بأخته ،
لف بهدوء وهو يقول يمه  وين العود وسكت من شاف نوف هي الي دخلت لعنده ،
تقدمت له نوف بهدوء : عز  انت بخير
عزيز : أيه
حاوطت وجهه بكفوفها وقالت:  ناظر لي ياعزيز لا تهرب بعيونك مني لا تهرب من حبيبتك ياعزيز ، وجلس عزيز على الكنب وجلست جنبه
نوف:  تكلم يابعدي تكفى ياعزيز لا تخوفني عليك تكفى
وتقدمت تحط رآسه بصدرها وهنا فجرت صبر عزيز الي لف وهو يضمها وانفجر يبكي زي الأطفال
عزيز : ماتت يانوف كانت تقول لي حاسّه اني مارح اشوفك كانت تقول لي لو صار لي شيء ياعز لا تنسى اني احبك طيب ماتت يا نوف وخسرتها وخسرت نايف الي كان  بالمستشفى يمشي وهو شايل فستانها الأبيض وهو يضحك بهستيريه يصرخ ليه ماندفيها وهي بثلاجة الموتى يانوف نزلت معها لقبرها كل مره كنت أهمس لها بإذنها إني أحبها يانوف ودموعه تنزل ما خسرت يانوف انا اختي بس انا خسرت بهجتي بالدنيا هذي خسرت أكثر انسانه تساعدني يانوف وتفهمني خسرت وطن يانوف خسرت ملجأ لي كل ماضاقت فيني الدنيا ألقاها أحن شيء فيها من يجبر كسر قلبي يانوف بفقدّها مين واستمر يبكي بحضن نوف الي كملت تبكي معاه
وقوّت نفسها وهي تقول : مالنا بأقدار ربي حيله عزيز لا تقنط من رحمة الله ، وقرأت بصوتها الهادي {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}
عزيز : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وبدأت أنفاسه تنتظم وهو بحضنها ، وجلس بهدوء بدون أي حركة وكأنه طفل ولاقى من يضمه ،

يا وليف الروح ، يا أجمل الأقدار .  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن