الفصل58 الجزء2 أهلاً وسهلاً بالفرحِ

2K 72 2
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن والخمسون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

أتيت وفي الحشا ألم ثقيل
ومن عيني أنهـار تسيـل..

أنا الموجوع من ألم الخطايا
بكيت فهل سينقذني الدليـل..

إلـهي قد أتيـتك في رجاء
وجفني دمعه سكب هطيل..

فقير لست أدري ما جزائي
أأمضي في سكوني أم أمييل..

_"مقتبس"
__________________________________

ولو أُقيمت الحرب أنا لن أتخاذل عن مكاني بها لأجل عينيكِ أنتِ وفقط، فما الرجل إلا محاربٌ لأجل موطنه وما في عينيكِ إلا وطنٍ وأنا أسكنه؟ فرُبما تُفرض علينا الحروب، ورُبما تُملأ قلوبنا بالندوب، وقد تحول بيننا الطُرقات لكني وبرغم ذلك سأحافظ على حُبك وسأسلك له نفس الطُرقات التي أوصلتني لحبك، رجلٌ أنا والهزيمة لم تكن يومًا بقاموسي، بل كل معاركي تم خوضها بنزاهةٍ وانتهت لي بنصرٍ، إلا تلك الحرب الوحيدة التي فرضها قلبك على عاشقٍ مثلي وكان السلاح فيها سهامًا من كلا عينيكِ، عينان أرى بهما موطنًا سكن فيه الغريب، وفُتِن بهما الزاهد، ولان لأجلهما الصلب، وانتبه لهما الشريد، واستأنس بهما الوحيد، وانتصر لأجلهما الفاتح، بل ورأى فيهما الأعمى نورًا، وأبصر فيهما العاصي توبةً، ووجد فيهما الخاطيء صوابه، ونال عندهما السائل على مُراده، أما ذاك المُتألم الذي عاش وسط الحرب، رأى فيهما للنجاة الدرب، فهل تُرىٰ تلك الأعين لأجلها يتخاذل المرء عن إقامة الحروب؟ أم يكون النصر له لأجلهما هو المكتوب؟.

  <"لا تأمن خديعة ماكرٍ، فالثعالب لن تخلو من مكرها">

النفس دومًا تميل لكل ممنوعٍ عنها وترغبه؛ ليس لشيءٍ بعينيه وإنما لأن الممنوع الذي لم تطلهُ الأيادي هو ذاك الشيء الذي ترغبه النفس وتتطلع إليه الأعين وكأنه بالشيء النفيس الغير مُدرك من قبل، وفي الممنوع قد نجد الخطأ الأكبر والخسائر الفادحة، لكن لطالما كان هو البعيد الغير مُنال بين الأيدي إذًا فلنرغبه نحن..

كانا سويًا برفقة بعضهما وقبل أن ينطق أيًا منهما أتاهما من الخلف الصوت البغيض يهتف بخيلاءٍ واستعلاءٍ كأنه يملك الأرض بإرادة ساكنيها:

_آخر حاجة كنت أتوقعها إن ييجي يوم ويكون فيه قدامي "أيوب العطار" مع "يـوسف الراوي" مع بعض، والغريب أكتر هو إن الموت والحياة هيجمعوكم مع بعض.

التفت له كلاهما مع بعضهما في نفس اللحظة فابتسم "ماكسيم" ثم دس كفيه في جيبي بنطاله وقال برأسٍ مرفوعٍ وأنفٍ شامخة:

_أنا آسف طبعًا إني جيت أتطمن عليكم متأخر بس بصراحة من بعد ما قطعت ليكم فرامل العربية واتسببت في اللي حصل ليكم وأنا بفكر آجي وأجيب معايا إيه بس مش لاقي حاجة تليق باتنين زيكم، كان نفسي "نـادر" يكون موجود معاكم علشان أتطمن عليه بعدما خبطته بالعربية هو كمان، بس يا حرام دلوقتي زمانه مخطوف وفي إيد رجالتي أو يمكن يكون هرب منهم، هو وشطارته بقى، صحيح مبروك على الفرح، عرفت إن فرحكم بعد بكرة.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن