الفصل64 الجزء2 طيرٌ حُر في عصابة صقورٍ

5.7K 157 17
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والستون_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ..
لا إله إلا الله ربُ العالمين ..

لا إله إلا الله الملك الحق المبين ..
لا إله إلا الله لا نعبدُ إلا إياه ..

و لا نرجو في الكونِ ربًا سواه ..
لا مُعطيَ لما منع و لا مانع لما أعطى
ندعوه مؤمنين مخلصين له الدين

_"نصر الدين طوبار"
__________________________________

والروح للروح سُقيا من بعد ظمأٍ..
فالروح إذا أحبت سقت من عطشٍ، وإذا آوت داوت من بعد مرضٍ، وإذا صفت؛ رأت من بعد عمىٰ، وكأن الروح عينٌ والروح لها بصيرة، أما أنا فأخشى أن أفقد روحي التي وجدتُها فيكم، أخشى أن أعود كما كُنت حائرًا وأخشى أن أفقد نفسي التي لم أجدها إلا بين أيديكم، رُبما أتيت مُتأخرًا لكني ما إن عُدت لم أجد نفسي الغائبة إلا في عينيكم أنتِ وقلبك، رُبما كنتُ في الغيابِ عليلًا، لكن في حضوركم وجدتُ الشفاء، فمن غيركم أنا لم أكن أنا، وفي حضوركم لم أجد غيري أنا، أنا أنتم وأنتم أنا، وكل العالم لا يسعني لو لم يكن بجواركم هنا، قبل رؤياكم كل المدائن طردتني، وكل البُلدان غربتني، ولم أشعر بالأُلفة إلا حينما وطأت بقدمي أرضكم، وحلقت بجناحيي في سماكم، رُبما عيني لم تسبق لها الرؤية؛ لكن قلبي قد سبق ورآكم، فلأجلكم القلب قد صفا، وعن مساويء العالم قد عفا، ولأجل الحياة بجواركم هفا، وأنا… أنا بكلي ما في لا أرغب سِوى في ذلك الذي وجدته معكم يوم أن أتيت إليكم في موطنكم هُنا.

<"رُبما كانت بدايتي خاطئة، لكني أنهيتها بما يتوجب">

نقطة البدء رُبما منذ الأول كانت خاطئةً..
لكن هل كل خطأٍ غير مقبولٍ إصلاحه؟ رُبما هي النسب المتفارقة ولكل شيءٍ نظيره في خطٍ موازٍ يتوجب على المرء أن ينتقل إليه، فلا ضير من خطأ يُمكن إصلاحه لأجل تحويل المسار إلى الخط الصحيح..

في طرفة عينٍ صار كل شيءٍ، أنقلبت الأوضاع وتغيرت المسارات وأصبح كل شيءٍ على غير عُقابه، هجم أفراد الشُرطة على المقر الذي تم الإبلاغ عنه سلفًا ومن وسط الجمع المُلقى عليه القبض كان "سـراج" الذي واجه عيني حماه بخزيٍ وهو يقف بمثل تلك الطريقة المُخزية ويوضع بنفس السيارة ذاتها مع المُجرمين الذين سعوا لبيع الماضي والقضاء على المستقبل خلال لحظة طمعٍ في حاضرهم..

وقف "عـادل" يراقبه ويراقب التحصل على القطع الأثرية من قِبل رجال الشرطة ومحاوطة المكان بحراسةٍ فائقة غطت على كل شبرٍ في طرفة عينٍ، وهذا هو الأمر الذي استرعى سخرية ملامح "عـادل" بحزنٍ دفينٍ؛ فهل لكي يرعى المرء حقه كان يتوجب أن يتعرض لسرقته؟ لمَّ لا تتم الحماية منذ البداية قبل أن يحدث مالم يُحمد عقباه؟.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن