الفصل40 الجزء2 تمرد الضباع

5.2K 136 1
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الأربعون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

يا حبيبى ليس لي فى هذه الدنيا سواك

أنت فى الدارين سؤلى أبتغى دوما رضاك

من مجيرى يوم خطب ماله إلا حماك

أنت نور لفؤادى ساطع يزهو بهاك

_"طـه الفشني"
__________________________________

كان قاموسي قبل مجيئك فارغًا من كل ما تعنيه الراحة، قاموسٌ كل معانيه أعربت عن الضياع، وكلما طالعتُ صفحاته لم أجد إلا الغُربة والشتات والتيه والزُهد والضياع والحروب ومن لم أعرفه عن نفسي أنا، وكل ما يُصيب المرء من تيهٍ في النفس وخوفٍ في القلب، كان قاموسي لم تزره كلمة واحدة تحمل معنى الأمان، لقد عاش القلب من قبلك في المُعاناة، ولم يجد من وسط كل العالم النجاة، عالمٌ عُرِفَ بالقسوة، وكأنه مستنقعٌ يَجرُ المرء للموت وليس للحياة.. لكن لكل مقامٍ مقال، وأنتِ خير المقال المدون في كتاب العُمر، فأتيتِ ودونتِ كل معاني الحياة، وكنتِ أنتِ بطريقك كل سُبل النجاة، فمنذ مجيئك والقاموس أضحىٰ آمنًا، وغدوت من بعد إضطرابي في الطُرقات هادئًا،
"اطمئن فأنا بجوارك هُنا" كأنها حروفٌ ألقاها قلبك لقلبي ودونتها أناملك بداخل قاموسي، ومنذ تلك اللحظة غدوت مُتطلعًا لتلك الصفحات التي لم أعهد بها الأمان، لكن بوجودك كتِبَ بأول صفحاتها أن "الأمان كان بكنفك هُنا".

  <"من وسط عالمٍ قُتِل فيه البريء، أحيتني عيناكِ">

نظرةٌ، هي فقط نظرة دافئة من مُقلتين عميقتين بعمق نهرٍ صافٍ يُجرد المرء من أحزانه ويبث الأمان لنفسه ساحبًا إياه من اضطرابه، نظرة واحدة من الأعين التي نُحب ونبقى حينها في الأمان الأحب للقلب، نظرةٌ تُهدىٰ للمهزوم فيصبح مُنتصرًا على العالم بأسرهِ، ويُخلد السؤال من بعدها، كيف للمهزوم من نفسه والعالم أن تنصره عينان؟.

لحظة هدوء جمعتهما سويًا بقرب حظائر الخيول وهلال السماء يشهد على قربهما سويًا برفقة النجوم المنثورة في سماءٍ صافية كقلب عاشقٍ بريءٍ لم يملك إلا حُلمًا يُشبه نقاء قلبه، كان "إسماعيل" بجوار زوجته "ضُـحى" التي وقفت تلتقط صورًا ومقاطع تصويرية للخيول والفَرس بكامل سعادتها وحيويتها التي اعتاد عليها هو من قِبلها، وقد وقف يشرد فيها هائمًا على وجهه حتى حانت منها التفاتة سريعة ثم سحبته من كفه بُغتةً حتى أصبح شبه مُلاصقٍ لها ففاجئته بصورةٍ له معها ومع خيلٍ من بين الخيول…

تعجب هو من فعلتها وعدم خوفها منه وأراد أن يسألها لكن لسانه أبىٰ أن يُفسد على قلبه الفرحة بعدما نعت عقله بالغباء، أما هي؛ فهي ليست بالغبية أو الساذجة حتى تعجز عن تفسيره، لقد رأت بأم عينيها الصراع الناشب بين عقله وقلبه وقد تدخلت هي بقلبها لأجل الدفاع عنه، فهيمنت عليه بِطَلتها وسألته برقةٍ:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن