الفصل57 الجزء2 زيارة الاحمق !!

4.8K 123 4
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع والخمسون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

أدخل على قلبي المسرة والفرح
يا من لصدر المصطفى الهادي شرح
يا من له حسن العوائد

والذي يهب الجميل ومنه تأتينا المنح
يا من إذا ناداه عبد مذنب

لنوال عفو عن إساءته صفح …
ثبت على الإيمان قلبي
واهدني للخير ما غنى هزار أو صدح.

_"علي محمود"
__________________________________

أنا الذي لم يعرفني غيري في هذا العالم..
أنا هنا التائه ولم أجد الطريق بعد، أنا هنا الضائع ولازِلت، طُرقاتي مُظلمة، وأضواء شمسي غاربة، سمائي وحيدة بغير قمرٍ، أيامي تمضِ بدون عُمرٍ، أنا أسير والعالم يسير وبين جنبات العالم المُجحف أنا الأسير، طُرقاتي بأكملها علىَّ مفروضة، وحُرية الاختيار مرفوضة، لم يُنصفني بالعالم شيء، ولم اختر في حياتي شيئًا بعد، وأما بعد ليس من بعد أيامي بعد، حتى أنتِ، حتى أنتِ رأيتُكِ بعين قلبي، لكن كل العوائق تحول بيننا لكي لا تسيرين بدربي، رُبما ليس في هذه الدنيا ولا هذا المكان، ويُمكن في عالمٍ غير هذا أو بغير الزمان آتي لكِ تائهًا فأجدكِ أنتِ العنوان..
فالناس يقولون أن فاقد الشيء لا يُعطيه، فهل إذا أتاكِ خائفًا في كنفك ستحميه؟ أحميني من نفسي قبل العالم، وكوني لي مغفرةً فأنني أنا الآثم، يبدو وكأن حُبنا من العالم غير مرغوبٍ، أو رُبما العالم علينا مجبورٍ، ورغم ذلك أنا أحبك رغمًا عن أنف العالم، رغمًا عن أنف القبيلة وشيخها، ورغمًا عن أنف الدُنيا وسُكانها، أنا أحبك، ولا يسعني العالم إن كان لا يُحبك، فما الدنيا بدونكِ وما العالم بغير حُبك؟.

<"تسطع الشمس مرتين، مرة نهارًا ومرة مع الحقيقة">

الحقائق المخبوءة لم تبقَ كثيرًا تحت وطأة الخفاء، وإنما يأتِ يومٌ وتنكشف أمام الجميع، حقائق تحمل في طياتها أملًا وألمًا، فإن كان الألم يدوم، فالأمل على قلوبنا محتوم، نحن نحيا بالأمل، ولم نُرافق الألم، نحن الطيور الحُرة وإن كسروا أجنحتنا لن يسكت معنا القلم. 

صدمة اعتلت وجه كليهما بعد أن ذكرت هي الاسم وبعد أن أكمله هو، ظهر الاستنكار فوق الملامح، وبدت هي مشدوهة أمامه، تواصلت نظراتهما سويًا مع بعضهما فوجدته يغيب عنها بعينيه أو رُبما يهرب منها، فكررت عليه سؤالها بنبرةٍ ذي قوةٍ أكبر من سابقتها:

_أنتَ تعرفه يا "مُـنذر"؟.

الجواب المنتظر إما يكون أملًا وإما يكون ألمًا؛ فبعض الأسئلة بدون جوابٍ تكون أكثر راحةً، لذلك أعاد التواصل بعينيه معها وزفر بقوةٍ ثم نطق نبرةٍ واهنة مُسترسلة دون أن يُدرك هو ذلك:

_كنت أعرفه، بس أول مرة أعرف إنه مات مقتول وإن اللي قتله هو عمك، كنت فاكرها حادثة عادية خالص زي ما اتقال ساعتها، على ما أظن كمان إن اللي قتله اتسجن صح؟.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن