الفصل54 الجزء2 جاءت محاسنه بألف شفيعٍ

4.6K 124 1
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والخمسون_الجزء الثاني"

"يــا صـبـر أيـوب"
______________________

مالي وما للأغنياء وأنت يا
رب الغني ولا يحد غناكَ

مالي وما للأقوياء وأنت يا
ربي ورب الناس ما أقواكَ

مالي وأبواب الملوك وأنت من
خلق الملوك وقسم الأملاكَ

_"مقتبس"
__________________________________

يقولون أن في الحُب يعيش المرء في شقاءٍ،
وأنا أتساءل هل يُشقى المرء مع من يُحب؟ فلولا الحُب لما حيينا ولا حيا وعاش القلب، لقد جنوا على الحُب وظلموه، ولم أجد منهم من يقول أن الحُب شفاءٌ بل دومًا كان في نظر الجميع أنه شقاءٌ، لكنني لم أكترث بحديثهم لطالما كنتُ زاهدًا في الطُرقات فلم أبالِ بهم وبحديثهم، لكن يشهد ربي على ما في قلبي أنني يوم أن عانيت من الشقاء وسألت من الخالق الرحمة والعطاء، لم أجد في الحُبِ مشقةً وإنما لم أجد إلا الشفاء، فأنا من كنتُ أسير وحدي في الطرقات بمفردي وقلبي ولا يبالي وجدتُكِ أنتِ تسكنين القلب الخالي، لقد بدا كل شيءٍ قبل مجيئك مُبهمًا ولم أفهم منه المقصد أو المعنى، لكن بعد رؤياكِ ظهر لكي شيءٍ معنىٰ، وكأن الدنيا لم تحلو لي إلا بعدما اجتمعنا، فسبحانكَ ربي أنتَ الخالق، وحينما أردت سارت مشيئتك على كل الخلائق، فسبحانك ربي بمشيئتك جعلت قلبًا يزهد عن الناس والهوىٰ أن يقع في هواها صريعًا وكأنه فيها أهتوىٰ، وأردت له أن يأتِ عند عينيها وهوىٰ وراح القلب يسأل عن نفسه وعن ما سبق وله أنتوىٰ، لكن عيناها سلبتني مني والقلب ماله بالهوىٰ، لكنكَ وحدك من تعلم أن الحُب في عينيها كان شفاءً لقلبٍ تعذب وبنيران الشوق اكتوىٰ.

<"مرة واحدة كان الفعل الأجرأ هو الذي أحيانا">

مرة واحدة في العمر نفعل شيئًا واحدًا لم نكن نظنه أو نحسبه لكن عواقبه من المؤكد ستساهم في تغيير كل شيءٍ حولنا، نحن هنا نخضع دومًا للتجربة بدون سابق إنذارٍ ومن ثم نتفاجأ بالنتائج الغير المتوقعة، وفي بعض الأحيان لا يمكننا استنباط شيئًا مجهولًا ولا يُمكننا استنتاج شيئًا معلومًا، هي تُجربة نخضع إليها والنتائج تُبهرنا جميعًا..

تائهة، ساهية على وجهها، هائمة بدون فعلٍ مُحددٍ، تركض بخوفٍ وفي يدها هاتف "شـهد" وصوت أنفاسها هو المسوع فقط، تندى جبينها تعرقًا وتشعثت خصلاتها أكثر، وعضلة القلب توقفت لثوانٍ حتى تألم وضع نبضها ووقفت تلتقط أنفاسها المهدورة، نزلت دموعها وطالعت ساعة الهاتف في يدها ثم بكت وهي تقف خارج البيت وسط الطريق، ارتمت موضعها وما إن أدركت فعلتها ازداد بكاؤها ثم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها ثم حاولت التقاط أنفاسها واستجماع شجاعتها وطلبت رقم "نـادر"، جاوبها هو في المرةِ الثانية فنطقت بلهفةٍ تستنجد به:

_"نـادر"!! علشان خاطري أنا في ورطة ألحقني، أنا ضربت "شـهد" وفتحت دماغها ومش عارفة هي حصلها إيه جوة، وأنا في الشارع خايفة أدخل.. ممكن تيجي علشان لو بابا كلمته مضمنش رد فعله إيه؟.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن