"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
_____________________يا سريعَ الغَوثِ اللهم
غَوثًا مِنكَ يُدرِكنا سَريعًا
يَهزِمُ العُسرَ ويأتِي باليسرِ للبشر جميعًا
فمن لنا سِواكَ يا رحيم ولكل البشر سميعًا
ربنا إنا نرجوك حتى وإن كان منا
من لم يكن لكَ مُطيعًا،
فأغثنا يا كريم نحن عبادك المُستضعفين
وأنتَ يا مولانا بأنين أرواحنا رحيمًا.._"غَـــوثْ"
__________________________________"البعيد عن العين؛ بعيد عن القلب"
هذه المقولة الشهيرة التي ألقاها من قيل عنهم حكماء الزمان في سالف الدهر، ربما تكون صحيحة من وجهة نظر البعض لكن لا شك أنها أيضًا تحمل الكثير من الخطأ بقدر ما تحمل من الصواب؛ ولأنني دومًا أحب اليقين لذا سأخبرك أن هذه العبارة خاطئة، فحتى وإن كانوا جميعهم مُخطئين أنا لن أقبل أن أكون مُخطئًا،
أنا دومًا على صوابٍ، والكذب لم يكن سبيلًا لي..
لذا سأكررها عليكِ أن هذه الجملة خاطئة، أو ربما هي لم تُناسبني أنا، فأنا لم أرْ في حياتي أقرب للقلب منكِ وأنتِ البعيدة عن العين، وكما أعتدت دومًا أن أكون صادقًا ولم يعرفني الكذب، فأنا من جديد أخبرك أنني سأعود..
سأعود لطالما لم أكن خائنًا للعهد، وعُرِفَ عني الوفاء بالوعد، سأعود لطالما سكن قلبك اليقين وصبرتي كما صبر "أيـوب" وتحمل فؤادك الفراق كما تحمل "يعقوب" فأنا يا "عـهد" أطلب منكِ اليقين أن إرادة المولىٰ فوق كل شيء، فثقي في الخالق الذي شاء وأراد أن يعود "يوسف" حينما كان يتيمًا ثم من بعدها أصبح في دياركم عزيزًا.<"أكان يتوجب علينا الفراق وأصبح أنا المُشتاق؟">
نهوىٰ الرحيل لكننا نبغض الهجر،
نخشى الفراق وفي دمنا الغدرِ..ربما نحن من الأساس مستضعفين، لكن لا شك أننا في إنتظار شروق الشمسِ،
فنحن وإن رحلنا هُنا، حيث المكان الذي لم يلق بغيرنا..
زحام شديد بدأ يمر في رأسه متوغلًا في خلاياها بعدما مر أكثر من نصف الوقت عليه لكي يصل إلى المحافظة المطلوب منه التوجه إليها، وحينها زفر هو بقوةٍ ونظر في ساعة معصمهِ يطالع الوقت بها وحينها بدأ الملل يحاوطه،الجميع شبه نائمين عداه هو والسائق وحينها سحب الهاتف الموضوع أمامه وفتح شاشته ثم قام بتشغيل وضع الطيران حتى لا يتم التوصل إليه وحينها فتح الهاتف على صورة "قـمر" لتزاحم البسمة موضعها على شفتيهِ وتُذهب الوجوم من على ملامحهِ، ثم مرر إبهامه على الشاشة لتظهر صورة "عـهد" وكأنها تلومه على ما فعل، هي لم تنظر له بهذه الطريقة لكنه خُيْلَ له ذلك فأغلق الهاتف وتنهد بثقلٍ لكن للأسف الهموم تظل ساكنة بين جنبات فؤادٍ موجعٍ..
في محافظة القاهرة..
عند حلول الساعة الثامنة صباحًا تحديدًا في منطقة
"حارة العطار" بشقة "غَـالية" كانت هي أول من تلقى الصدمة حينما وجدت غرفته فارغة من كل ما يخصه ومحتوياته وقد بحثت عن كل ما يُخصه لكنها وجدت منه خطابًا تركه على طاولة السُفرة وقد أمسكت الورقة التي وضع بجوارها وردة بيضاء اللون وحينها أمسكت الورقة تمرر مُقلتيها فوق الحروف المكتوبة بواسطته وكأن قلبها شعر بحالته إبان كتابته لهذا الخطاب:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Diversosالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري