"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________أنا العبد الذي تراه أنتَ ولا يراك..
أنا الضعيف الذي لم يطلب سوى رضاك..أعلم أنكَ يا خالقي كريمٌ ولن تبخل
على قلب يرجوك حتى وإن عصاك..وإنما أنا عبيدك الغريق المضطر
ولكن قوتي تسكن قلبي الذي رجاك.._"غَـــوثْ"
__________________________________ومن جديد أكتب بدون كللٍ أو مللٍ...
أكتبُ وأنا أحب كتابتي هذه...
اليوم أحببت الحروف وهي تسير معي في وصفكِ،
وعشقت الكلمات التي أسعفتني فقط لأجلكِ،
اليوم تتحرك أناملي وتخطُ ما يمليه عليها قلبي..
قلبي الذي لم ولن يفعلها إلا لكِ أنتِ...
قلبي الذي أراد أن يخبرك بطريقته أنه قام بتصدير الكره للجميع ولم يحفظ الحُب إلا لكِ أنتِ،
أنا وإن كنتُ حتى لا أعرفني، فيكفيني أنني حينما رأيتُ نفسي رأيتني في عينيكِ أنتِ..
فحتى وإن لم أراني أنا من قبل..
إلا أنني حينما رأيتكِ، وجدت نفسي فيكِ أنتِ.<" يا فرحة يعقوب مُـري بالدار">
_"أنا منكَ وأنتَ مني،
لم تَكن أنتَ الغريب عني،
أنا لكَ كنت موطنًا، والهوية أنك ابني"ألقاها القلب الأول لقلب صغيره وهو يتمنى أن يشعر به، فيما وقف الصغير يضم كفيه معًا ضاغطًا عليهما لعله يردع دموعه بعد هذه الخطوة الصعبة التي أخذها ووصل بها إلى هنا، لكن قلبه ما إن ترجم نظرات الأخر هتف بوجعٍ هو الأخر ردًا على حديثٍ كتمته الألسنة وتفوهت به الأعين:
_ربما العالم بأسرهِ يكذبك حتى وأنا وشفتاي، لكنني أقسم لكَ أنها لن تجرؤ وتخفيها عيناي، لم أراني يومًا في عينيكَ غريبًا، بل كنت دائمًا وطنًا والوطن للضائعِ أصبح حبيبًا..
صوت القلوب وصل صداه عن طريق العيون ولازالت الأجساد ثابتة، القلب ركض وأحتضن الأخر صارخًا من لوعة الفراق والعين احتضنت العين تخبرها بمدى الاشتياق والآن فُرِد ذراعين الأول وهتف باكيًا وهو يأمل في عناق:
_تعالى...تعالى في حضني يابني.
نزلت عبرات "تَـيام" فور وصول هذه الجملة له وأقترب من الأخر بنفس منوال الخطى الوئيدة وقبل أن ينطق وجد نفسه مخطوفًا في العناق..
أصبحت القلوب تحتضن بعضها والأعين سكنت من وجعها والأذرع تحاوط الأذرع وتتمنى أن تبقى في الجوار مع بعضها، العناق الأول بصفة رسمية لابنٍ ضاع وأبٍ تألم، واليوم تشهد الحياة على اجتماعهما، اليوم فرحة "يـعقوب" تمر بالديار، فحينما فقد ابنه وراح عنه بصره، لم يفقد الإيمان واليقين متمسكًا بحبال الصبر كما صبر "أيـوب" بالرغم أنه ليس ببالغ صبره.
يسير المرء إلى أين لا يدري..
يقف تائهًا عما حوله وما يجري،
يسير كما يسير الأخرون وعند مكانه
يقف هُنا ولا يسري...
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
De Todoالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري