الفصل13 الجزء2 فُتِحَت أبواب الألغاز

5.2K 141 2
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث عشر_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
         ______________________

يَرْجُو لِقَلْبٍ حَرَاكَ تَضَرُّعِي
وَابْتِهَالِي بِدَمْعِ عَاصٍ جَفَاكَ

وَصِرْتُ أَدْعُو وَأَرْجُو مُؤَمِّلاً رُحْمَاكَ
فَارْحَمْ ضَعِيفًا مُقِرًّا بِذَنْبِهِ قَدْ أَتَاكَ

تَبَتُّلِي وَصَلاتِي أَدْعُو وَأَرْجُو
رِضَاكَ فَاغْفِرْ ذُنُوبِي وَهَبْنِي
فِي كُلِّ أَمْرِي هُدَاكَ

_"مقتبس"
__________________________________

سأخبركِ أنني ضيعتُ مني في الكون،
وتغربت في أطراف البُلدان، ورُبما تعرضتُ لظلم حاكمٍ
ورُبما سكنتني الغُربة وملأت الوجدان، وقد يكون الهجر من صفاتي، لكني لم أنسْ أنني على يديكِ علمت كيف يكون الإنسان، فإني وبرغم ذلك عندكِ وجدتني، وبعدما راح كُلي عني في عينيكِ من غُربتي عرفتُني،
وجدتني أنا ذاك الغريب عن الكل إلا أنتِ،
وكأنكِ خُلقتي من ضلعٍ يجاور قلبًا لم تسكنه غيركِ أنتِ،
وعلمتُ معكِ كيف تكون الدُنيا حانيةً
على مرء قتلته مئات المرات وأضحت عليه جانيةً،
حقًا صدقوا من قالوا أن هذه الدنيا ما هي إلا فانية،
لكن نفس المرء إن هَوت وأحبتْ
تُنجيٰ من موتٍ مزقها ثانيةً.

        <"ماذا أجنت الطيور المُطالبة بالحريةِ؟">

قيل ذات مرةٍ أن الشباب هم بُوصلة تُشير إلى مدىٰ رفعة الأمم، فإذا وجدت أمـةً تروس مُحركاتها هم الشباب فأعلم أن هذه الأمـة ستبقى قائمة، وإذا ظللتُ تبحث فيها عن الشباب، فأعلم أنك أمام أمـة بكل أسفٍ خائبة، فالشباب كما الطيور كُلما نالت حُريتها، كُلما صانت أوطانها، فلا تلومن على شبابٍ أكهلته الظروف، وملأه الخوف..

هذا الطير الحُر، والخيل الجامع، أضحى عاجزًا عن رفع جناحيه، وأقل من الركض في ساحة المعركة، وكأن السباق لم ينتظره حتى يتجهز، شابُ حر يتم القضاء على حريته، من خلال تكبيل كلا ذراعيه، وتكميم فمه عن المطالبة بالحُرية، ثم إغماض جفنيه لكي لا يُبصر شعاع النور، وفي النهاية الحُجة القوية أنه طيرٌ يود الحُرية، عصابة من النسور الجارحة تقضي على طيرٍ حر لكونه رافضًا لمبدأ الاستعباد، ومن ثم يتم تركه والركض بعيدًا عن مرآى العينين تزامنًا مع إقتراب "مُـنذر" بدراجته البُخارية منه ليجد رفيقه طريحًا فوق الرمال فصرخ باسمه وهرول نحوه مُسرعًا بقلبٍ دوت نبضاته عاليًا..

أقترب منه يرفعه عن الأرض ليجده يتنفس بضعفٍ والدماء غطت وجهه المكلوم كما أن جفونه كادت أن تُغلق لكنه شدد ضمته عليه مُناديًا باسمه لكي يجذب انتباهه، ثم صرخ على العاملين مستغيثًا بهم حتى ركض له "مُـحي" الذي وصل المُحيط لتوهِ ومن الصدمة أُلجِمت حركته حتى صرخ ابن عمه فيه يعيده لرشدهِ قائلًا:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن