الفصل16 الجزء2 القادم غير متوقع

5.1K 145 4
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس عشر_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
            ______________________

رَبِّي هَِـب ليِّ هُـدًا وأطلق لساني
وأنِــر خَــاطري وثَبِـت جلاليِّ..
رَبِّي هَِـب ليِّ هُـدًا وأطلق لسـاني
وأنِــر خَــاطري وثَبِـت جلاليِّ..

أنت قصدي، وغايتي، ورجائي

مالك المُلك، مالك المُلك، مالك المُالك
مـــالـك الــمُـلك، مالك المُلك،
مُبدع الأكوانِ، يا جلال عَمَّ الأكوان بلُطفٍ
وسلامٍ  ورحمةٍ وحلالٍ
واقتدارًا أحاط بالكونِ علمًا.

_"النقشبندي"
__________________________________

سأسرد لكِ قصة عني أثناء غُربتي
تحديدًا عن نفسي قبل الجميع حيث سمعتُ ذات مرةٍ لحكيمٍ قال: "القلوب بيوت القلوب" حينها سرقت الجُملة حواسي كاملةً وأنا استمع إليه، وقد أضاف هو بنفس حكمته يُفسر لي مقصده بحديثٍ مُشابهٍ لسابقهِ مفداه "أهل القلوب هم أهل العمار" وتركني ورحل بعدما ازدادت حيرتي، وكأنه ترك لي رسالته لوقتٍ لاحقٍ يعلم أنني سأحتاج إليها، وقتها توهتُ مني في غُربتي، وراح قلبي مني وكأنه بَغضَ محبتي، ثم وطأت قدماي أرضكم ووجدتُ فيها ضالتي، حينذاك علمتُ أن قلبي تركني ورحل يبحث عن بيتهِ، وأشار لعيني عليكِ يخبرها أنه وجد بيته بجوار سكن أحبتي،
فبعدما تغربتُ في الأرجاء حائرًا بدون سكنٍ وجدتُكِ أنتِ سكني وبيتي، ومن بعد الخراب الذي جعل أرض الفؤاد قاحلةً، أتيتِ أنتِ وملئتيها بالعمارِ وأنقذتي الفؤاد المُتعب من الخراب.

        <"أتونا في الخفاء، درسناهم في العلن">

أنتبه "يـوسف" لقدوم "أيـوب" وتلقائيًا ابتسم له حتى أتى وألقى عليهما التحية ووقف بقربهما يطمئن عليهما وعلى "إسماعيل" وبعد مرور دقائق قليلة أتى صوت صرخات عالية وضربات مُفاجئة لم يتوقعها أيًا منهم ثم ركض العديد من الرجال بالأسلحةِ نحو الثلاثة الذين وقفوا مع بعضهم وتمت محاصرتهم في المنتصف، ثلاثة يختلفون عن بعضهم مثل إختلاف الحضارات بمختلف طباقاتها ومجتمعها، أو ربما حصار يشبه حصار الروم للدول العربية، وقد وقفوا في ظهر بعضهم والبقية ينظرون لهم حتى سألهما "أيـوب" ساخرًا:

_جاهزين ولا نخليها وقت تاني؟.

أتاه الرد من "يـوسف" الذي راقبهم بعينيهِ فجاوب ساخرًا:

_حد يقول للرزق لأ؟ دا الكيف بيذل.

إذا كان إنفعالهم كارثة، فهدوئهم أم الكوارث بذاتها، فالخوف دومًا من البحر في هدوئه أكبر من المخاوف في اهتياجه، والآن نحن على مشارف رؤية مجزرةٍ، ستكتب وتخلد في صفحات التاريخ باسم مجزرة حارة العطار، وقد ركض الآخرون نحوهم بأسلحتهم وسط صرخات المارين والنساء وقد تشكلت حولهم حلقة بشرية من مجموعة رجالٍ أقوياء البِنية كحوائط السد، والبقية حولهم يحاصرون الشباب الثلاث لتبدأ المعركة لتوها، وقد وقفوا في ظهر بعضهم وكلٌ منهم له طريقته الخاصة في القتال..

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن