"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل العشرون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________إن ضل مني قلبي وتاه في السبل يا ربي.
سأظل مُتيقنًا أنكَ ستهديني في حربيربـاه إن القلب قد قسىٰ وأضحى عدوي
لكنك رحيمٌ وستنير النور من وسط كربي.فرُبما يزداد الظلام عليَّ ورُبما أضل السُبل
كافة، لكن هداك من جديد سيغدق دربي._"غَـــوثْ"
__________________________________لم أظنها قريبة بذلك الحد؛
أن أصبح من بين قصص العاشقين وأكتب مثلهم ذات يومٍ عني وعنكِ بينهم، فمثلي لم يُحب حتى نفسه ولم يألفها، فهل سيفكر في اليوم الذي يعيش فيه مع فتاةٍ يُحبها ويُصبح كما هؤلاء الذين أنصتوا لصوت قلوبهم؟ لكن يبدو أن لكل مقامٍ مقال، وعليَّ أن أسرد مقالي عليكِ، فرُبما هي قصة بها الكثير من الألم، لكن بوجودك تبدلت الحروف كما تبدل الحال وظهر في الطريق الأمل..
تبدأ القصة بفتىٰ صغيرٍ اسمه "إسـماعيل" ذاك الذي منذ أن وُلِد عاش وكُتِبَ عليه أن يحيا في الظلام، فتىٰ هزيل وضعيف لم يملك في الحياة سوى حُلمه البريء وشقيقه المُحارب الجريء، ووصمة سوداء وُصِم بها وكأنها مكتوبة فوق جبينه ليغرق في الظلام من بعدها، ظلام لم يتبعه نورٌ ولا طريق فيه أمل الضُحىٰ، حتى تلاقينا أنا وأنتِ في السُبل يا "ضُـحي"، وقتها عاد القلب البريء، ونجونا أنا والفؤاد من الغريق، كُنا تائهين بين الناس والعالم ووجدنا في رحبكِ الطريق، ومنذ ذلك الحين وأنا ليس بأنا، فغدوت مُتسائلًا كيف لقلبٍ غرق في الظلام والهلاكِ أن يجد نفسه مثل النجوم لامعًا في سماكِ؟ وكيف من بعد كل ذلك الظلام والعتمة وأنا تائهٌ فيهما أن أرىٰ النور بظهور ضُحاكِ؟ فأنتِ يا "ضُـحىٰ" النور من بعد الظلام ومن بعد العتمة الضُحىٰ.<"لا تنتظروا مني مالم أجده فيكم">
بعد مرور عدة ساعات…
في موقف تحرك الحافلات السياحية أوقف "أيـوب" السيارة التي تولى هو مهمة التوصيل لهما بها، وقد نزلوا منها يقفوا بقرب الحافلة المُتجهة لمدينة "شـرم الشيخ" وقد شكره "يـوسف" بقولهِ:_ألف شكر يا "أيـوب" تعبتك معايا وسهرتك.
_لا شكر على واجب خلي بالكم من نفسكم وربنا يقويكم، ومتقلقش، هما هنا في عيني، بسرعة بس علشان ورانا تجهيزات مهمة، متنساش نفسك وتاخدها حِجة، أتلحلح.
هكذا رد عليه حتى ضحك "يـوسف" و "عُـدي" أيضًا، وتم التوديع بينهما وقبل أن يبتعد "أيـوب" لاحظ "عُـدي" إقتراب سيارتها خضراء اللون منهم وقد أبتسم قبل أن تتلاشى بسمته وهو يرى شابًا يكبره بعدة أعوامٍ يقودها ثم أقترب يُلثم جبينها وهي تضحك له، حينها ألتهبت نيرانه وهو يرمقها بغضبٍ من عينيهِ المُشتعلتين وهي تضحك مع الآخر في السيارة بشكلٍ أكثر من ودي ثم ضمته بذراعيها وحينها شعر هو بمرارة الخذلان كونه يغار عليها دون أي وجه حقٍ…
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري