"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والعشرون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________الله كان ولا شيءٌ سواه..
الله كان ولا شيءٌ سواه
بلا بدءٍ.. ولا مُنتهىٰ.. بلا بدءٍ ولا مُنتهىٰ..ربٌ عبدناه…إن ضاق أمرٌ دعوناه..
إن ضاق أمرٌ دعوناه
وإن نزلت بنا الشدائد عن قُربٍ سألناهيا سالكين إليه الدرب لا تقِفوا
طابَ الوصول لمحرومـٍ تمنّاهُ
يا ربّ يا خير مأمولٍ
وأكرم مسئول ..
وأعظم مقصودٍ قصدناهُ.._"نصر الدين طوبار"
__________________________________لأول مرةٍ أرى في حياتي أن هناك أسمٌ يقارن وصفًا..
فكلما نطقتها بطرفي توهجت العين بطرفها وكأنها تقسم أن الحروف تحمل نفسه وصفها، فأنا من أتيتُ إليكِ عاصيًا على شفا حُفرةٍ من أبواب النار، ألقيت بنفسي في الهاوية وتركتها للدمار وكأنني أُضحي بنفسي ورميتها بالإعصار، ولم أفكر يومًا بالتوبةِ ولم أرىٰ إلا خريفًا هَلكَ الأشجار، أنا من ظننتُ نفسي العاصي الوحيد في الأرض ولم تُكتَب لي سوىٰ النار، فرأيتُ نصب عيني "جَـنةً" حوتني بين مُقلتيها وكأنها الربيع من بعد الدمار..
فربيع عمري آتٍ لا محالة إن تاب عاصيٌ مثلي وليس في ذلك استحالة، فلقد كررها أبي على سمعي أن المرء وُلِدَ كريمًا، وإن لم يُكرم نفسه فمع كل البرايا سيكون لئيمًا، فتلك المرة قررت أن أكرم ذاتي ونفسي وأصبح بها رحيمًا، وأتوب عن طريقٍ امتلأ بالفِتنِ وأنعم بفتنةٍ واحدة، فتنة اسمها خُلق بوصفها وغَوت بالحُسن عاصيًا، فلم يعد سوى من بعد نظرةٍ عن كل مسالك الهوى والفِتن تائبًا..<"مرة واحدة فقط أترك للعقل فرصة، لا تكن همجيًا">
في بعض الأحيان لم تكن كلماتٍ..
بل هي طعنات، طعنات تمزق بلا شفقةٍ ولا رحمةٍ وتصيب الهدف بداخل صميم الروح المجروحة لتدمي جراحها أكثر، ومن يعلم فرُبما لو وضِع كلٌ منا بمكان الآخر لصرخ من كثرة الآلام والوجع، فمن تظنه أنتَ تحمل وقاوم، قد يكون هو المقتول الوحيد هُنا…_أنتَ علطول مش بتصدقني ولما بكلمك بلاقيك محتاج دليل بس أنا المرة دي جيبتلك الدليل واسمعه بنفسك أهو..
رافق رسالة "سـامي" تلك تسجيلٌ صوتي جعل "نـادر" يقوم بفتحهِ حائرًا ورُبما خائفًا ليجد ما خشى أن يجده حيث كانت الرسالة الصوتية راجعة لـ "يـوسف" وهو يقول بإنفعالٍ:
_عاوز إيه يا "سـامي"؟ زعلان أوي على حفيدك؟ آه يا سيدي سقطتها وآه زقيتها حِل عن دماغي بقى وشوفلك حد تاني ترازي فيه غيري.
توسعت عينا "نـادر" بصدمة جلية فوق ملامحه وكأن هناك يدٌ أمتدت لقلبه تعتصره وهو يستمع للآخر يُدين نفسه بتلك التُهمة وحينها شعر كأن الأرض تميد به، فبالطبع "يـوسف" لن يفعلها ويتسبب في إيذاء طفله؟ لكن هل يُعقل أن يكون إنتقامه أعماه لذلك الحد حتى ينتقم من طفلٍ صغيرٍ لازال برحم أمـه؟ بالطبع لن يفعلها ويُخرج إنتقامه من صغيرٍ، وقد توقدت النيران أكثر وأصبح مثل غليون التبغ المُشتعل وكأن أحطاب الأرض بأكملها مُقادة فوق رأسه..
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري