"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس والخمسون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________اللهم لكَ الحمدُ كُلُّهُ ولكَ المُلك كُلُّه
بِيَدِكَ الخيرُ كُلُّهُ وإليك يَرجِعُ الأمرُكُلُّه علانيَتُِه وسِرُّه فأهلٌ أنتَ
أَن تُحمَدْ إنَّك على كلِّ شيء قديرٍاللَّهمَ اغفر لي جميعَ مامضى من ذُنوبي
واعصمني فيما بقيَ من عُمري
وارزقني عَملاً صَالحاً يُرضيكَ عنِّي_"من دعاء الصالحين"
__________________________________الحُب جهادٌ، والقلب يحتاج لوفاء المُجاهد، ونصرة قلب المُحب واجبٌ، والعناق في عُرف العاشقين فرض عينٍ، فمن أفسد في حُبه كان ظالمًا، ومن لم يُطِع القلب كان آثمًا، لطالما كان العشق هو القضية الوحيدة الخاسرة أمام أعتى رجال القانون، فلن يفلح أمام فداحته مُحامٍ ولن يصدر ضده أمر قاضٍ، فمن أفتروا على الحُبِ هم ذاتهم من خضعوا للحربِ، تلك الحرب التي شنتها الأعين بين قلبين، أحدهما كان راغبًا وثانيهما مُرغمًا، ومن ثم تنقلب الدَّفة فيصبح كليهما مُغرمًا، تتبدل الأحرف ورُبما تتلاشى، والعُمق يزداد معنًا من بعد الهشاشة، الحرب المُقامة بين المُقل تُسلب منها الراء فتُكَوْنُ حُبًا، والألم تطرأ عليه تغيرات ظهور الحبيب فيغدو أملًا، أما المُرغم على السير في طريقٍ لم يَرغبه، سيصبح بسبب قلبٍ أحبه هو المُغرم، فلو كان الحب سماءً، فحتمًا سيطير فيها كل عاشقٍ، هناك حيث الحُريةِ، السُحب الناعمةِ، البُعد عن غوغاء بشرٍ لا يفهمون بلغة الحب ولا يسمعون صوت القلب، حيثُ هناك مع قلوبٍ يوم أن أحبت أعلنت مُسامحتها للعالم، وأقامت هُدنةً في وسط الحرب، تاركة أمر الجهاد فقط بشأن القلب، وفي النهاية إن كان القلب هوىٰ وأحب، فمن هو صاحب الذنب؟.
<"لو علم الحمار فقر قدراته لكان استراح قبل التباهي">
خوض السباق مرغوبًا، والإجتهاد فيه مرغومًا، والأمل منه هاديًا، والخوف منه ساحقًا، جلَّ ما نُفكر فيه هو سباقٌ شريف بين طرفين نزيهين، وفي الحقيقة المُخبوءة، هو حربٌ بين قوتين مُتضاربتين، فهل رابح السباق سيكون منهما؟ هذا يجوز، ورُبما…
مقابلة رسمية أتت مع رحيل النهار لتختتم عمله بها ويبدأ الليل مُعاونًا لها، طبيبٌ نفسي شهير لاقى السُمعة الحَسِنة، ورجلٌ أشقر الملامح جاء من خليط الجنسيات يجلس مقابلًا له يعمل كعالم آثارٍ شهيرٍ لاقىٰ سُمعة شهيرة وحسنة في مجاله وها هو أمامه ويبتسم بكياسةٍ غلفت ملامحه، والآخر يبتسم بودٍ وزهوٍ _وإن كان يخفي ما يعكس ذلك_ للآخر الذي جاب العيادة بعينيه ثم بادر في الحديث بإنطلاقة فهدٍ كان حبيسًا:
_جميلة العيادة وطُرازية جدًا، واضح إنك بتحب الحاجة الكلاسيكية يا دكتور، أو يمكن بتحب الحاجة اللي فيها طابع أثري ومحتفظ برونقه.
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري