"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
____________________"نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية..
طفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشية!!
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية !!
أعمالنا تُعلي وتُخفض شأننا
وحسابُنا بالحق يوم الغاشية !!
حورٌ، وأنهارٌ قصورٌ عالية
وجهنمٌ تُصلى ونارٌ حامية !!
فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغى
ما دام يومُك والليالي باقية !!
وغداً مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية"_"أبو العتاهية"
__________________________________قد يخونني الحديث..
وتظلمني المدينة، ويقسو عليَّ العالم بأسرهِ،
وربما تتخلى عني الحروف حينما أود الإفصاح عما يموج بداخلي، لكن أنتِ وعيناكِ لم يعرف كلاكما الخيانة، فمن سواكِ يعلم مابداخلي حتى أنا؟ واليوم حينما وقفتُ أمامك عاجزًا حتى عن إنصاف نفسي؛
لم أجد مُنصفًا لي بهذا العالم غيرك أنتِ…
ومنذ هذا الحين، لا تهمني قسوة المدينة..
أو خذلان الحروف، وأو تخلي الجميع عني،
وأصبح لا يهمني غيركِ أنتِ..
وأعلم أنني رُبما أكون جبانًا في نظركِ
لكن كل الحقيقة هي أن القلب يخشى عليكِ من كل ساكني المدينة، حتى من أرادوا الحصول عليكِ أنتِ،
فعليكِ توخي الحذر من سكان هذه المدينة،
فتلك المرة لن أكون أنا هُنا..<"بريء براءة الذئب من دمِ بن يعقوب">
ربما يعيش المرء طوال حياته قويًا..
فقط لأجل الهروب من الخذلان ونظرة الإشفاق، وربما يتهرب في القوة من الضعف الذي يسكنه، لكن وحدها نظرة الخذلان حينما تنقلب عليه المدينة رأسًا على عقبٍ هي ما تظهر كل القهر الموجود بداخلهِ، وقد أنقلب كل شيءٍ في غضون دقائق حينما قام رجال الشرطة بسحب "يـوسف" من عقر داره إلى الخارج وسط صرخات أمـه وركض "قـمر" خلفه وهي تحاول اللحاق بهم وصولًا إلى مدخل البيت وهي تصرخ باسمه وحينها وجدت منقذها في وجهها يدلف البيت بهيبةٍ قوية ووقف في وجه الضابط يسأله بنبرةٍ جامدة:_على فين ؟ واخده ورايح بيه على فين؟.
في هذه اللحظة ركضت "عهد" من أعلى الدرج خلف "غالية" التي أقتربت هي الأخرى من ابنها تبكي أمام الجميع بنفس وقت تحدث الضابط هاتفًا بثباتٍ بالغٍ:
_معايا أمر ضبط وإحضار المتهم.
ألقاها وهو يستعد للخروج من البناية فيما حرك "يـوسف" رأسه نحو "أيـوب" وكأنه يستغث به من خلال نظراته وحينها تولى "أيـوب" دور الدفاع عنه وهو يسأل بنبرةٍ جامدة:
_وبتهمة إيه إن شاء الله؟ بعدين متعرفش إن المكان هنا ليه كبيره ومش أي حد يدخله؟ حتى لو الحكومة نفسها؟.
ابتسم الضابط بزاوية فمه ثم هتف بعنفوان جليٍ وكأنه أصبح قاضيًا وأصدر حكمه على البريء بقوله:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري