الفصل45 الجزء2 دوامة سوداء ابتلعتهما

5.4K 144 8
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والأربعون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

اللهم إن ذنوبي تخوّفني منك،
وجُودُك يبشرني عنك

فأخرجني بالخوف من الخطايا،
وأوصلني بجودك إلى العطايا،

حتى أكون غدًا في القيامة
عتيق كرمك، كما أنا في
الدنيا رَبيب نِعَمِك.

_"الأصمعي"
__________________________________

كان لساني صامتًا وقلبي بخيلًا فلم أذكر متى دعوت لنفسي وكنتُ كريمًا، ولما سألت وطلبتُ شعرت أنني أمسيتُ لئيمًا،  وأنا أطلب من ربي لكنه كان بي رحيمًا، فقلتُ
"إلهي أسألك تذللًا، فأعطني تفضلًا" فأعطاني بكرمه ما لم احسبه في عقلي وحصلت عليه تَكرُمًا، ففي السابق مُنِعت وحُرِمت ويوم أن كُتِبَ لي العوض رُحِمت، فكنتِ أنتِ رحمةً لقلبٍ قبل مجيئك بكىٰ لوعةً، فأدركتُ أن ما لم يُدَرك اليوم رُبما نَنِلهُ غدًا، غدًا حيثُ الشمس الدافئةِ بآشعتها الساقطةِ على حقلٍ من زهور الأقحوان اليافعةِ، ولطالما في لُغةِ الزهور رمز "الأقحوان" للحبِ والبدايات الجديدة والبراءة والنقاء، فدعي شمسُنا تُشرق وننعم باللقاء، هذا اللقاء الذي سوف يشهد جمعِنا، ونحن نشدو كما الطيور وهي تتغنىٰ في سَمعِنا، فدعيني أركض في ساحات قلبك وبالحُب أزهره، ودعيني اشاور على مكاني فيه وأظهره، فما أجمل من أن يجد المرء مأواه في قلبٍ أحبه وما أعظم من أن يُسكن ويَسكُن في جُبه، نعم أعلم أن حديثي قليلٌ عليكِ، لكنكِ أنتِ ومن بين العالم بأسرهِ من اختصتها بحديثي، فحديثي وحشته تظهر وقت أن أتحدث عن الآلم، ويوم أن أذكركِ أراني شاكرًا بذكركِ من النِعم، فالحمدلله على طريقٍ كانت هدايته أنتِ، والحمدلله أن المسارات سارت بي ووصلتُ في النهاية لكِ أينما كُنتِ.

<"القتل يصعب أول مرة، ومن بعدها سوف تقتل جيشًا">

ومثلي غريبٌ لم تحبهُ الحياة، فتراني آثمًا وأنا في آثامي أحاول أن أصل للنجاة، فكنت دومًا كمن يغرق في البحر ويوم أن نجى وصفوه الناس أنه يخشى الابحار وغدوت في أعينهم الجبان، أنه لأمرٍ غريبٍ أن ما احببته لم يُحبني وما رغبتُ في تواجده لم يرغبني، فلم أبكِ لأجلهم هم لكنني يوم أن بكيت، بكيت بعدما قتلتني.

حاولت "فُـلة" أن تتنفس أسفل قبضة "هاني" فوق عُنقها وقد ضغط هو أكثر عليها ليجد صفعة اتته من الخلف فوق عنقه كان صاحبها "مُـنذر" الذي ولج لها المكتب ثم ابعده عنها ووقف يسألها بلهفةٍ وقلقٍ بلغا أشدهما عليها:

_أنتِ كويسة يا "فُـلة"؟ أنطقي فيكِ حاجة؟.

حاولت أن تلتقط أنفاسها فاقترب منها يرفع رأسها وهو يساعدها على التنفس بعدما وجد وجهها لونه وصل للمرحلة القُرمزية وقد استندت فوق ساعده بعدما ارتجف جسدها وفي تلك اللحظة أتته ضربةٌ في ذراعه من الخلف من مديةٍ صغيرة الحجم جعلته ينزف في تلك اللحظة فشهقت هي بقوةٍ حينما وجدت الدماء ظهرت فوق معطفه الأبيض..

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن