الفصل39 الجزء2 المساواة في الظُلم عدلٌ

4.9K 135 9
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والثلاثون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

على كل دربٍ يطل الفناء
ويأتي على الرطب واليابس

وفي لحظةٍ تستحيل حطامًا
حدائق من سندسٍ مائس

وتصبح ذكرى أحاديث قوم
وتوضع بين يدي دارسٍ

ولَـيست سوى كلمات الإله
تُكفكف من وضعنا البائسِ.

_"عماد الدين خليل"
"ابتهالات في زمن الغُربة"
__________________________________

الشوق ينصب في قلبي صبًا ولم أدرك يومًا أن ذاك القلب يُكن لكِ حُبًا، أهذا القلب الذي لم يختبر في السابق الحُب هل يُعقل أنه لأجل عينين يشعر ويدُق؟ لكن دعيني أخبرك أن ظهوركِ كان حسرةً على ما فاتني، فمنذ أن وجدُتكِ أشعر بالحزن كمدًا على أيامي بدونك وكأنني غريبٌ أفنى أيامه بخارج الدار، أو كأنني لم أفقه شيئًا عن الجنة وتركت نفسي أتقلب في النار..
أشعر كأنني أنا من أفنيتُ أيامي..
وأنا من ضيع نفسه عن الدار،
فبين يديك عُدتُ صغيرًا وكأنني أنعم بصفاء الصِغار، وفقط صفاء رؤيتك وحده يزيل عن عالمي كل الغُبار، فآهٍ لو كنتِ معي منذ بداية أيامي لكنتُ بِكِ اجتازت حواجز النار، وتجولت فرحًا في أرجاء العالم وعليكِ من كُل المُتطلعين الطامعين أغار، اليوم وأنا أمام عينيكِ علمت أن ما فاتني لم يكن لي، وما كان لي أمسىٰ بجواري، فياليتك دومًا معي بالدار ولقلبي بالجوار، ونصب عيني كما يكون الجار للجار..

  <"لا نعلم وهو لا يعلم، والعالم وحده هو من يعلم">

من أعتاد أن يكون مُطيعًا لابد له من يومٍ يتمرد فيه على نفسه قبل الآخرين، سيفعل كل الأفاعيل حتى يثبت نفسه للعالم أولًا ثم من يهمه من الآخرين، رُبما تراه الناس عاصيًا لكنه لم يفعل أي شيءٍ طواعيةً منه، وإنما هناك رغبة مُلحة تحركه، وفي النهاية نأمل أن يعود المتمرد لرشده…

كان الخبرُ مُقلقًا منذ وصوله إلى سمعه، حيث الرهبة التي ساورت عنقه تُضيق عليه الخِناق وتُقلقه على شقيقه أكثر، تحديدًا كجسدٍ واحدٍ تألم جزءٌ منه فصرخت لأجله بقية الأجزاء، وهذا هو الشقيق الأكبر يجلس فوق مرجلٍ لأجل الشقيق الأصغر، وكان "سـراج" معه يحاول طمئنته رغم قلقه هو الآخر بينما "إيـهاب" فاهتدى إلى عقله سبيلٌ يجره نحوه فقرر أن ينساق خلفه وأخرج هاتفه يطلب رقم "مُـنذر" الذي جاوبه بثباتٍ، قابله الآخر بإندفاعٍ:

_بقولك يا "مُـنذر" هو أنتَ طلبت من "إسماعيل" حاجة؟ يعني قولتله يروح مكان أو يشوفلك حاجة؟.

تعجب الآخر من السؤال وأتى جوابه تائهًا:

_لأ يا "إيـهاب" أنا مشوفتوش غير إمبارح لما كان في أوضته وضعه كان غريب ومتعصب قولت يمكن مضغوط، فسيبته وخرجت حتى متكلمناش ومرضيش يقولي ماله.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن