الفصل31 الجزء2 مفاجأة غير متوقعة

5.2K 135 20
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد والثلاثون_الجزء الثاني"

"يــا صـبـر أيـوب"
______________________

تجيء إذا إنعدم المورد الموردُ
وتُعطي فما أخلف الموعدُ..

تظل إلى جانب الضائعين
ونار الهُدىٰ في الدُجي توقدُ..

يسدُ الطواغيت أبوابهم
وبابك يبقى فلا يوصدُ..

وتُمطر حين يحق الجفاف
وتُحيي الموات لكي يحصدوا..

_"عماد الدين خليل"
"ابتهالات في زمن الغُربة"
__________________________________

السلام على قلبك أيها الغَوثْ..
لقد سبق وسمعتُ أنك رجلٌ سبق ورفض القمر لأجل الحصول على "قـمر" فهل خُيل لكَ ذات يومٍ أن تكتب لأجلك "قـمر"؟ في حقيقة الأمر حتى أنا لم أتخيلها، لكن دعني أفعلها، أتعلم تلك الأساطير الخفية التي تقص تلك القصة المزعومة عن أميرٍ تتحاكى عنه كل البُلدان؟ ثم تتنقل أخباره لتصل لتلك الفتاة الفقيرة التي تسكن على ضفاف مدينته في كوخٍ خشبي فينبض قلبها لأجله عشقًا وولهًا من مجرد السمع؟ تلك القصة لم تكن بخياليةٍ فحسب، بل شاهدتُها ومعك عاصرتُها، فمنذ أن وصلتني أخبارك وكافة المعلومات عنك أيها الغوث وأنا أراك بأحلامي رفيقًا لأيامي، حتى وأنا أُفكر بكَ أعجز عن وصفك بكلماتٍ توصفك ولحُسنك تُنصفك، ولقد علمت أن اللغة العربية تحتوي على ثمانيةٍ وعشرين حرفًا وبالتقريب إثنا عشر مليون كلمة لكنهم لازالوا غير قادرين على إنصافك بحديثٍ، رُبما أعجز عن وصفك أنتَ، لكني لن أعجز عن وصف شعوري بكَ، فبالطبع تلك الحقيقة لن أُكذبها...أتدري شعور الطفل اليتيم حينما يتلقى الحنان لأول مرةٍ في عناقٍ دافيءٍ يحتويه وله ينتمي ومن قسوة العالم فيه يحتمي؟ أو شعور التائه الذي ضل السُبل أجمع ولم يَعد يعرف طريقًا ومن ثم يستهدى نحو السُبل الصحيحة؟ أو رُبما مجيئك وكأنك غوثٌ أشبه بحلول المطر ونزول الغيث على أرضٍ قاحلة قام الزمان بتجريفها، فأتيت أنتَ وكأن مجيئك يُشبه السلام الذي ربت على قلبي وحول كل العالم الموحش إلى حلاوة الأحلام..

<"تبدلت الأدوار والضعيف أضحى قويًا">

الآن تبدلت الأدوار وكلٌ منَّا غدا في نصابه الصحيح، الآن يقف المصفوع سابقًا يرى بأم عينيه الصفعات وهي تتوالى فوق وجه من ظلمه، بالطبع لم يحسب منا حسابًا لتلك اللحظة لكنها أتت ومن كان يقف حزينًا منذ أعوامٍ، الآن حقه يعود أمام العالم أجمع..

_شاطرة إنك بتسمعي الكلام، كدا أفضل.

تنهد بقوةٍ ثم أضاف بعدما دار بعينيه يراقب الحشد الواقف ثم ثبت عينيه عليها وهتف بوجعٍ نبع من روحه المجروحة بسيف يديها البتار دون شفقةٍ:

_وأنا كمان هكافئك، أنتِ طالق يا "شـهد".

بالطبع هي مُكافأة من نوعٍ خاص، أراد بها أن يثأر لكرامته المهدورة على يديها ويجرح كبريائها الذي طالما تعالت به عليه وعلى كل من حولها، لا يهمه وجعه الذي أخذ يأني الآن بل ما يهمه حقًا أنه ثأر لنفسه وتسبب في إذلالها أمام الجميع والآن وفقط يرد الصفعة بعشر أمثالها وكل واحدة منهم تضرب في مكانها الصحيح..

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن