"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والثلاثون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
____________________ويبلغ من عفوه أن تصبر
ذنوب بني آدم لذهابِ..إذا مُثقل بالديون يُنادي
مسحت مع الدَين كل حسابٍ..وسعت برحمة ربٍ غفورٍ
خطايا الألىٰ مرغوا برغابِ..فيا رب جل السخاء الكبير
وجلت تصاريف يوم الإيابِ.._"عماد الدين خليل"
"ابتهالات في زمن الغُربة"
__________________________________يُقال دومًا أن المرء يُشبه ما يُحب..
وأنا أُحبك رغم كوننا لسنا بمتشابهين، لكننا مُتكاملين، فكلٌ منا يُكمل الآخر وهذا هو سر التناغم بيننا، فتخيل معي لو أن آلات العزف بها لونٌ واحدٌ فقط فهل يُعقل أنها تُعطي لنا أجمل الألحان وأكثرها نُدرةً، رُبما تَظنني مُخطئة لكن دع لعقلك فرصة للتفكير فإذا كان كل شيءٍ في عالمنا هذا يحتوي فقط على شيءٍ واحدٍ كيف ستظهر قيمة الأشياء الأخرىٰ بجوارهِ؟ فالأبيض يحتاج للون الأسود حتى تظهر قيمته، والفرح يحتاج للحظاتٍ مُحزنة حتى نستشعر أهميته، أما قُربك فلا أريد منه غيابًا فالقلب أضعف من تحمل كُربته..
أريدك دومًا أن تكون هُنا، بجواري ومعي حيثُ تواجدي أنا، أنا تلك التي لازالت تائهة وتحاول بك أن تنجو بنفسها، أنا التي يوم أن أجتمعت بِكَ عرفت معك معنى الحياة بوصفها، رجلٌ أنتَ يحمل الصبر في قلبه كما صبر "أيـوب" وعاش مؤمنًا بقدر الخالق كما آمن "يـوسف" ودعا "يـعقوب"، رجلٌ هيبته فارضة ومن الجميع مُهاب كما يهابون "إيـهاب" ورضيت بأمر الخالق كما رضىٰ "إسماعيل" وتحملت أن تكون "مُـنذر" بكل شيءٍ حتى دق العشق أبواب فؤادك وأصبحت به متيمًا و "تَـيام"، أما عن وجهك الجميل فهو وجهٌ "أيـهم" شديد الحُسن والجمال، وفي وصفك أصيلٌ أنتَ كما "عُـدي" المُجاهد الأمين، أنتَ الذي يوم أن تاب عن الإثم محىٰ الزمان أخطائه وغدوت "مُـحي" الأمير، أنتَ القائد في كل العصور كما قاد "بـيشوي" وحصنت القلاع بالأبواب كما حصنها الوفي "يـوساب"..<"رُبَّ صُدفة خيرٌ من ألف ميعادٍ">
هي صُدفة تجمع بين الطرفين حتى وإن كانوا غير راغبين في ذلك، ففي قوانين علم الفيزياء يُقال أن الأطراف المُتشابهة تتنافر والمتخلفة تتجاذب، فهل نحنا أصبحنا مُختلفين لتلك الدرجة حتى تجمع بيننا الصُدف في أوج لحظات الإبتعاد؟.
البهجة أنتشرت بالمكان مع نزول العروس من سيارتها والفتيات خلفها ثم بدأوا بالتحرك نحو الداخل حيث المكان المخصص للنساء والآخر المقرر للرجال، وفي الخارج وقف "مُـحي" يتحدث في هاتفه بكامل تركيزه وقد ظهرت الجنية نفسها أمامه وهي تبحث عن الفتيات وحينها ردد مُستنكرًا:
_"جـنة"؟!.
أنتبه له "مُـنذر" الذي سلط عينيه على الفتاة وقد أبتسم بسخريةٍ ما إن أدرك أن هذه هي الفتاة التي جعلت ابن عمه يفكر فيها دومًا، وقد تلاشت بسمته حينما وجد سيارةٍ ما تصف بالمكان وترجلت منها برفقة "تـمارا" فهتف مستنكرًا تواجدها هنا حتى ظنها خيالات وهمية:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
De Todoالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري