الفصل53 الجزء2 لا أحد يعلم المصير

5K 123 13
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والخمسون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

ينسى الإنسان على وهنٍ
أن طريق الله بهِ رحـيب..
فيظل يعاني من وصبٍ
ينفك قليلًا يَـؤوب..

ويشيل على كتفيه الدنيا
مأسور فيها مصلوبٌ

أتذكر في ساعة لوعٍ
"ادعوني" فإني سأجيب
لحظات والويل تلاشى
وتناءت في الليل خطوب.

_"عماد الدين خليل"
__________________________________

"كُل المُحبين في هنا إلا أنا"
أنا بمفردي هُنا لا أنم، ولا أهنأ، أنا هُنا أشعر بالتيه وأخشى الفراق، أخشى من كل شيءٍ إلا أنتِ، ففي الحقيقة أنا لم أطمئن في حياتي إلا حينما قابلتك أنتِ، وقد يكون هذا هو سبب قلقي وإضطراب ليلي، لطالما كنتُ غير مُكترثٍ بهذا العالم واليوم أنا لم أرَ غيركِ في هذا العالم، نصرٌ أنتِ وفي نفس الآن هزيمةٌ، الغياب منكِ وجعٌ والقُرب منكِ فرحةٌ، قد أكون أمامكِ أعزلًا بغير سلاحٍ لكني رأيتُ فيكِ أقوى ما يدعم المرء ويُحصنه، أنا هُنا عاشقٌ لم يعرف الهَنا، بل أنا كما الأسير في حُبٍ وقعتُ كمن هُزِمَ في حربٍ، حربٌ فرضتها عليَّ عيناكِ وكنتُ أنا أول المهزومين أمامكِ، أتدرين؟ لم تكن الحروب بشيءٍ جديدٍ على حياتي، فأنا تقريبًا أخوض كل يومٍ ألاف الحروب مع نفسي وذاتي، والحرب دومًا كان مقرها بداخلي وفي كل يومٍ أُهزم أمام نفسي وكانت تلك هي مُعاناتي، إلا حرب عينيكِ أرقت ليلي وسرقت النوم من عيني وأنا أتساءل، كيف لشخصٍ مثلي لم تهزمه الهزائم أن يُهزم أمام عينين؟ لا يَهُمني من العالم شيئًا سوىٰ أن أكون أنا معكِ وأنتِ معي ولا يَهُم متى وأين.

      <"خلف الساحر ساحرًا فاق في السحر أباه">

لم نُشبه بعضنا البعض، بل كان لكل مِنَّا قصةٌ خاصة به وحده، فنحن لم نعش نفس المُعاناة، بل لكل فردٍ فينا نسبةٌ تختلف مع الآخر لتقبل الألم والمُعاناة، لكن حينما يأتي اليوم لكي تُرَد الحقوق لأهلها فقد يفوق جرح الماضي على كل مُعاناةٍ عاشها المرء، نحن لم ننسَ، وأنتم لم تنسوا، والحقوق سترد إن أردتوا أن تنسوا.

_كدا أول حاجة تمت، تاني حاجة بقى إنك تمضي على الورق دا وقبل ما تسأل عن دا ورق إيه أحب أقولك دا تنازل منك لـ "يـوسف" و "قـمر" عن حصصك في كل حاجة، معلش دا مال يتامى وإحنا كله إلا مال اليتيم.

ألقى "أيـهم" هذا الحديث فورما حصل على الأوراق من "يـوسف" فيما توسعت عينا "سـامي" ذاهلًا وحرك رأسه نحو "يـوسف" الذي غمز له في الخفاء بخبثٍ لم يلمحه أحدٌ غيره، بالطبع هو لن يصمت ولن يسكت عن حقه، وإن كان سكت لوهلةٍ أو توقف هُنيهة عابرة فهذا فقط لأجل أن يلتقط أنفاسه ثم يُكمل طريقه من جديد، وقد أشبه كلاهما في تلك اللحظة تلك المقولة التي تقول:
"قالوا مات في القريةِ ساحرٌ فاستراح الناس من آذاه ..
خلّف الساحر ابنًا قد فاق في السحر أباه"
و"يوسف" فاق كل الحدود التي لم يعبرها حتى والده، يقتنص ويُعيد حقه كما سُلِبَ منه، يسرق الصفاء من الذهن والراحة من العينين، وإن ودَّ أيضًا سيأخذ النبضات من القلب، لكنه ليس بجاهلٍ، فهو دومًا يُحب الصمت وحديثه كان دومًا "حكيم العقل من صمته تعرفه".

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن