الفصل30 الجزء2 مُكافأة من نوعٍ خاص

4.7K 139 12
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثلاثون_الجزء الثاني"
    
                     "يــا صـبـر أيـوب"
            ______________________

تعاليت يا رب حم الفراق
وبابك يبقى ولا كل بابٍ…

وأوصد غيرك أبوابهم
وسدوا مسالكنا لإيابٍ…

ويبقى طريق الرجوع إليك
عريضًا يُخفف أي مصابٍ…

تعاليت جل السخاء الكبير
وهان برحماك كل عذابٍ…

_"عماد الدين خليل"
"ابتهالات في زمن الغربة".
__________________________________

أنذرتني الحياة منذ أن ولدت "مُـنذر" بكل شيءٍ..
فأعلم أن رجلًا مثلي غريب الأطوار لن يتقبل العالم ولن يقبله العالم، وكيف يحدث ذاك وإن كانوا سبب وجودي في تلك الحياة لم يتقبلوني؟ رُبما قصتي غريبة عن بقية القصص لكن الدور قد حان وأتىٰ فلما المهرب ولمتىٰ؟ فأنا من المفترض أن أكون مُنعمًا في بيتٍ كما بقية أمثال عُمري لكن وقتها كان لاسمي نصيبًا في مأساتي ومُري، فمنذ أن ذاع خبر قدومي كان يُشبه خبر الإنذار بالحرب، حربٌ بأكملها يملؤها القصف والكَرب، حينها كنت صغيرًا تركوه أهله في ميدان الضرب ولم يكلف أحدهما نفسه عناء الإلتفات له ولو لمرةٍ واحدةٍ فحسب، بل نجوا بنفسهما وتركوني أنا للهلاك كمن تُرِك في الطوفان هلعًا على نفسه بعدما فقد الأمان، ورُبما وأنا أسرد لكِ هذه القصة نكون غريبين وبالطبع لسنا بمقربين، لكن وبكل صراحةٍ سأزيد في حديثي حتى لي تطمئنين، فكلامي بأكمله لم يكن يومًا يملك سببين، لقد عيشت أيام عمري بأكملها أمامي نيران الحرب وفي الخلف أصوات الضرب، حربٌ لا يعرف العدو بها شرفًا ولا نزاهة، ومن ثم أعتدت على الحرب ورافقت أصوات القصف حتى بِتُ أعيش في حياة الكرب وتشردت في كل درب، ومن ثم وفي طرفة عينٍ طالت أيام عُمري الشمس، وشاهدت بنفسي أول صباحٍ من بعد ليل القصف والحرب، صباحٌ كانت شمسه دفء عينيك، والهُدنة بهِ مصافحة كفيكِ، ولا شك أن السلام كان في الطريق المُفدي إليكِ، يا حقل زهورٍ كله ربيعٌ رأينا فيه وأنا وقلبي "فُـلة" وكأن أيام الخريف كانت تقودنا لديكِ…

    <"البيت لم يعد يتحمل القصف، فأصبح رُكامًا">

اللعنة على ذلك القلب الذي رآكم..
قلبي الذي عذبته بنفسي حينما ألقيته فِداكم..
حاشاه قلبي أن يُذل ويعود خائبًا في رجاكم..
فياليته ما سمعني وأُجبر أن يَراكم، فعيني
الكاذبة ألتقطت فيكم رحبًا رغم أن الطير
كان أسيرًا في سماكم، وأنا الذي كنتُ
أشق الطرقات شقًا سعيًا لرضاكم..
فياليته ما سمعني وياليته ما رآكم.

كلماتٌ رددها القلب المُعذب حيث كان "نـادر" يسير كما المُغيب معهما لم يسأل عن أي شيءٍ بل كان ينتظر عودة الحق كما قال له الآخر وقد أستند على عكازه حتى ولجوا لتلك العيادة الممتلئة بالعديد من النساء والسيدات حتى أن ظهورهم بها كان غريبًا وغير منطقيٍ وبعد مرور دقائق ولجوا للداخل عند الطبيبة التي طالعتهما بتعجبٍ وكادت أن تتحرك فهتف "سـراج" يُطمئنها بقوله الساخر:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن