"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع والثلاثون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________حزين العينين مُتعب القلب
أحمل في داخلي نفسي والذنب..كسير الفؤاد وكأنه تعذب
أو رُبما الزمان لم يتركه إلا وعذَّب..عليلٌ أنا كخاسرٍ في الحرب
وضائعٌ كشتيتٍ في الدرب..لكني أحمل خارطتي معي وهي في القلب
حيث عودتي لكَ بكل رجائي يا غافر الذنب_"غَـــوثْ"
__________________________________الآن وفقط..
أصبحت مُحبًا للحياةِ مُستشعرًا كل النعم وأساسها أنتِ، أرخيت أَكُفتي عن العالم وتركتُ لنفسي الحرية كما الطير تاركًا خلفي القفص المصنوع من سياجٍ قيدتني، قُمت بنفض غُبار الخصومة العالق بيني وبين العالم وتصالحت معه لأجلكِ، الآن أصبحتُ مُقدسًا ليومٍ ينتهي عندكِ حتى ولو كان عاديًا لم يحدث فيه ما يُميزه، وكأن ميزته الوحيدة والفريدة هي أنتِ، لا يُهمني لو كرهني العالم بأكمله مادُمت أنا أكرههم جميعًا، ولا يَهُمني إن فاتني الناس بمفردي لطالما بينهم كنتُ وحيدًا، لا يَهُم العالم من الأساس، أتدرين لما؟ لأن وبكل صدق عيني تراكِ أنتِ العالم بكل الناس، رُبما في السابق كنتُ ليس كما أنا عليه، لكن لا يوجد سببٌ إلا أنتِ فيما وصلت إليه، ولا يَهُمني من كان يُحركني بيديه، فقد أصبح فقط كل ما يَهُمني أن قلبك يُرافق قلبي، وأن أنتصر بِكِ على العالم في حربي، أنا وأنتِ فقط سنصبح لبعضنا عالمًا وكأننا زهورٌ مُجتمعة في صِنوانٍ واحدٍ، وفي الأساس الحقل هو موطننا الأصلي.<"حاولت إنقاذ نفسي، لكن البحر كان أقوىٰ">
أتعلمون أن المرء قد يُقتل بالصمت؟
نعم الصمت قاتلٌ تحديدًا كمن يغرق في اليم وخشى أن يظهر للناسِ ضعيفًا فظل يحارب بأنفاسٍ بالية كخرقةٍ من القماش الزهيد، ويوم أن أتخذ الخطوة ورفع كفه يطلب النجاة وجد نفسه يلوح لعالمٍ أعمىٰ لن يرَ استغاثته قط، وما إن حاول رفع صوته لجذب انتباههم، وجد نفسه أبكمًا لم يقو على الصراخ، فعلم حينها أن الموت بصمتٍ قد يكون أشرف من استنزاف آخر طاقته في محاولاتٍ فاشلة..قهر، وظلم، عالم يُقاد بقانون الغاب، مسئول فاسد، وحاكم ظالم وقطيع يسيرون مُطرقي الرأس بخزيٍ، هذا ما نَعِش فيه تلك الأيام، أهذا هو العالم الذي حلم به الصغير وأراد أن يكبر لكي يُغير العالم وفقّا لقوانين فؤاده العطوف؟ يبدو حدث بالفعل لكنه لم يضع في الحُسبان أن يد التغيير ستطرأ على عالمه هو، وقد وقف "إسـماعيل" بين الحشد المتجمهر حول جُثمان الفتاة التي حتى لم تُسبل أهدابها لتلك اللحظة وظلت مفتوحة كما أحشاء جسدها الفارغ !!.
وجهها الأزرق نتيجة إزهاق روحها، جسدها الفارغ أمام العَيان، تواجدها وسط القُمامة بالطريق؟ جسدها المُشرح تمامًا حينها هوىٰ فؤاده أرضًا وأختنقت أنفاسه بين الرئتين كأنها مُحاصرة لكنه حارب نفسه وحرك رأسه أخيرًا للخلف يسأل بصوتٍ بالكاد يُسمع من بين شفتين مُطبقتين:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري