الفصل36 الجزء2 حقل الزهور الخاطئ

6.2K 138 7
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس والثلاثون_الجزء الثاني"

"يــا صـبـر أيـوب"
______________________

لكَ الحمد في كل طلعة فجرٍ
وفي الليل إذ يرتجي لمآبٍ

لكَ الحمد في كل رفة غضنٍ
وفي الريح إذ حملت بسحابٍ

لكَ الحمد ما أدلج المبحرون
وما أنسرفت سُفنٌ في عبابٍ

لكَ الحمد في البدء والمنتهي
على هينٍ في السرى أو صعابٍ

"عماد الدين خليل"
"ابتهالات في زمن الغُربة"
__________________________________

كان يُقال دومًا في العرب قديمًا
مما يدل على قوة بلاغتها في الكلام،
إذا نزلت في أرضهم فأرضهم، وإذا نزلت في دارَهم فدارهِم، وإذا نزلت في حيّهم فحيِّهم، وفي الحقيقة أحيانًا أَظُنكِ امرأة عربية من قديم الزمان وكأنكِ أندلسية الفؤاد، فحينما قابلتُكِ صُدفةً بالطريق أصبحت خُطاكِ هدًا لي وأضحت هي الطريق بذاته، وحينما ساقتني الحياة إليكِ وأمسيت في أرضكِ راضيتيني وفي مقر الروح آنستيني، ويوم أن تواصلت المُقل ببعضها بعينيكِ حييتيني، حينها أدركت أن الروح للروحِ تطمئن وأنتِ وحدكِ من بين كل العالم من شعرت بقربها أنها أن الروح للروح تَحن، كُتِبَ الوصال بين أفئدتنا، والإطمئنان أهديناه لبعضنا، والروح للروح ناغمتها وكأن المقر وجدته عند رفيقتها هُنا، لذا كرر الفؤاد دعوته بألا يُحكم بيننا بالغياب، ولا توصد في أوجه حُبنا الأبواب، فاللهم أكتب لنا مكانًا في جنتك سويًا كما كتبت لنا اللقاء في الأرض بغير حساب..

<"حقوق تُرد للعباد وهم أحق الناس بها">

الحق دومًا يـعود بكل الطُرقات مهما كانت، وأكثر الحقوق التي تعود هي تلك التي يسعْ خلفها مُطالبٌ يُقدم الاستبسال بكل ثنايا روحه، لذا عند عودة الحقوق لأهلها لا تتعجب، بل خُذ العِـبرة من أهلها وتمسك بحقك، فإذا لم تسعْ أنتَ من سيفعلها غيرك ويسترد لك ما سلبه منك الآخرون؟..

تلقى "سـامي" الصفعة الجديدة فوق وجهه صارخًا بغلٍ دفنه في قلبه كما تُدفن الأجساد أسفل الرُكام، وقد ضرب هاتفه بعرض الحائط حتى تهشم ثم ألقى السُباب البذيء يلعن به "يـوسف" وابـنه أيضًا وقد هرول له "عـاصم" من فوق الدرج كأنه يقفزه ثم سأله بدهشةٍ جلية من تحوله المُريع:

_مالك يا "سـامي"؟ حصل إيه لكل دا؟.

صرخ فيه بإنهيارٍ وإنفعالٍ جمٍ مصحوبٍ بنظراتٍ مشتعلة كما الجمر وكأن أحطاب القرى تأججت بيها النيران المُضرمة بداخل صدره:

_ابن ***** خد "نـادر" وخد كل حاجة عنده حتى حسابه في البنك، طلع مرتبلها من بدري وفتح عليا النار مع "نـزيه" اللي مصمم ياخد حق بنته بعد اللي البيه حيلة أمه عمله، قولي أهدا إزاي ولا أجيب عقل منين وأنا كل يوم في فضيحة شكل ومشكلة أكـبر؟ "نـادر" بيحط صوابعي تحت ضرس "يـوسف" والتاني ما صدق رسمله دور الحنية، "يـوسف" عمل اللي عيشت عمري كله خايف منه، وكان الحل إننا نقتله، بس أنتَ مرضيتش.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن