الفصل62 الجزء2 ليلة شتوية خبأت الكثير

2.5K 85 11
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني وستون_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

في ساحةِ الرضوان قد هِمت شاديًا
سِل الواحةَ الخضراء وَالماء جاريًا

وهذه الصحاري والجبالَ الرواسيَ
سل الروضَ مُزدانًا سل الزهر و الندى

سل الليلَ و الإصباحَ و الطيرَ شاديًا
وسل هذه الأنسامَ و الأرضَ والسما

وسل كلَ شيءٍ تسمع الحمد ساريًا
اللهم صلِّ و بارك عليه وسلم تسليمًا.

_"نصر الدين طوبار"
__________________________________

بداخل كُلِّ مِنَّا بحرٌ لم نجد عمقا له بل نغرق فيه…
نحنُ كما السُجناء في ماضٍ والأكثر ألمًا أن السجان هو أنفسنا، مُحاصرون نحن من كل اتجاهٍ حتى مستقبلنا يُقيدنا، تُشبه أيامنا الشجرة التي عصفت بها الرياح، هُزمنا من العالم بأكمله ولم نعد نجد ما يُنصفنا حتى أنفُسنا، هزائم شتى تُلاحقنا وكأننا في مضمار سباقٍ نخوضه بشق الأنفس حتى كِدنا أن نلفظ الأنفاس الأخيرة، لكن وبرغم ذلك لم تؤثر بنا الهزائم لطالما كنا مع نحب، لكن وبكل آسفٍ حينما تُلاحقنا منهم الهزائم نشعر وكأن كل العالم يُحاربنا، إبان ذلك القلوب تتحدث فتقول لرفقائها عن كل شيءٍ هَزمها وبالرغم من ذلك يأتِ الحديث موجعًا، كأن هناك قلب يشكو لرفيقه بقوله باكيا بالرغم من عدم فعل الأعين لذلك، فتغدو متحجرة
"لقد اعتدت أن أخبرك بكل شيء،
اعتدت أن أشاركك نصري وأخبرك عن هزائمي؛ وبالأخص
تلك الهزائم التي أصابتني من نفسي قبل الآخرين، أما اليوم
فالخبر كان فريدا من نوعه؛ فحينما أتيت لأخبرك عن
هزيمتي اليوم كنت أنت الهزيمة بذاتها".

<"خضع الطير للذُل بداخل قفصٍ ولم يطل السماء">

الطيور الحُرة قد تُجبر في بعض الأحيان على تقديم فروض الولاء والطاعةِ وتتنازل عن حُريتها؛ لكنها لن تنسَ أبدًا حُريتها وتخضع للذُلِ حتى ولو داخل سجنها، بل ستظل ساعيةً لكي تتخلص من كافة القيود المحاوطة لجناحيها..

حديثه كان صفعةً وما أشد منها قسوةً على صفحة وجهٍ في ليلةٍ شتوية، باغتها بجملته تلك لكي يقطع سيل أحلامها المتدفق ومن ثم تواصلت الأعين مع بعضها فوجدته يُضيف بصوتٍ جامدٍ لا حياةَ به ولا روحٍ:

_مهما وصل خيالك مش هييجي أبدًا بصعوبة إني واحد أصله خسيس، يمكن اللي بقوله صعب عليكِ بس أنا مش هقدر أخبي عليكِ وأخدعك، أنا مش الدكتور النفساني الشاطر ولا المُعيد الجامعي في أكبر جامعات برة، أنا
"مُـنذر الموجي" العيل اللي عنده ١٠ سنين وأبوه باعه علشان يخلص منه حمله، أو كنت فاكره أبويا قبل ما أعرف أنا مين، ولما عرفت سامحته، على الأقل هو رباني ١٠ سنين في بيته، إنما أبويا الحقيقي أول ما عرف بيا حكم عليا بالموت علشان يداري على غلطته..

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن