الفصل52 الجزء2 فاق في السحر أباه!

4.8K 121 1
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والخمسون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

لستُ أيـوب في صبره ولم يبلغ
الصبر في قلبي مداه..

ولست كـ يعقوب في قوة إيمانه
حينما فقد العزيز والحزن أعماه

ولم أكن أنا هارون إذ يملك
القوة ويواسي أخاه

أنا هُنا عبدك الضعيف
أرجو رحمتك وأنتَ الرحيم يا الله.

_"غَــوثْ"
__________________________________

ولما رأيتُكِ وجدتُ الأمانَ فيكِ..
هذا ما أملاه قلبي عليِّ حينما سألته عنكِ، أخبرني أنه وجد أمانه فيكِ، فمن بعد خوفٍ وكربٍ وجدنا الأمان في كنفكِ هُنا، أنا الذي لم يعهد إلا الخوف طوال عمره كمن ظل يركض داخل سباقٍ وهو يخشى أن يُهزم فأمام نفسه يُهزم، وحمدًا للخالق لم نُهزم عند وصولنا إليكِ، لقد وجدناكِ نصرًا لنا من بعد الحرب وفرجًا من بعد الكرب، فسبحان الخالق الذي خلق فأبدع فأحسن وصور وجهًا كما وجهكِ قمرًا مُكتملًا، وحمدًا لرب العالمين أنكِ أنتِ حصاد الطريق من بعد العُجاف، ففي السابق كان قلبي يشعر بالضيق لأن العالم يتسعه، والآن يشعر بحريته لأن قلبك وحده فقط هو من يسعه، فقبل مجيئك غادرت كل مُتسعٍ وجدت فيه ضيقي إلا ضيق عناقكِ كان أكثر الأماكن لي اتساعًا، ومن بعد مجيئك أغلقت على قلبي كل سُبل الوصال ولن تَجدي من فتحهم إلا المحال، وحينما اسأل عنكِ، لا أسأل إلا قلبي، قلبي الذي كُلما أتت سيرته عنكِ قال لقلبكِ "أنا من بعد كل دروب الخوف وجدتُ الأمان في كَنفك هُنا" وإذ يُطيل القلب حديثه سيضيف ويُخبرني أن القلب لكِ صفا وعن ذنوب حياته قد عفا، وأما عني أنا فلكِ صفيت، ولأجلكِ عفوت، وبكِ تعافيت.

    <"كُلما زاد توقعك كُلما خُذِلت أكثر، فلا تتوقع">

الصفعة الأولىٰ التي تنزل فوق الوجه بعد الخذلان مما أحببناهم وتوقعنا منهم الكثير لن تُفارق العقل مهما حدث، فالأمر يُشبه خوفك من سكينٍ ما فتناوله لأكثر شخصٍ تأمنه ثم توليه ظهرك ومن ثم يُباغتك حينما يضرب هو السكين في ظهركَ، وقتها بالتأكيد ستؤلمك ضربته، لكن عند رؤيتك لوجهه وعلمك أن هو من قام بضربك من المؤكد أن ألمك سيتضاعف لكن مذاقه سيُرافق بمرارة الخذلان.

_ويكسروا رقبته كمان علشان يبطل قلة أدب، البيه حاول يتهجم على "إيـمي" ولما الشباب شافوه هناك كسروا عضمه بعدما كان سكران وعميان طينة، وجاي تعلي صوتك بدل ما تربيه، بس دي غلطتي علشان سلمت بنتي ليه وقولت أهو أخوها ومتربيين مع بعض من الحضانة، أستاهل ضرب النار علشان عملت كدا.

كان ذلك هو حديث "رؤوف" والد "إيـمي" التي انكمشت على نفسها بخوفٍ فيما توسعت عينا "مُـحي" وأوشك بؤبؤاه على الخروج من محجريهما وقد تواصلت نظرات الجميع مع بعضهم في حديثٍ صامتٍ أنابت خلاله الألسنة الأعين لتتفوه بدلًا منها، لكن نظرات الإتهام لم تبرح الأعين خاصةً إن كان المتهم له سوابق إجرامية، فهل سيُدافع وينتصر أم يرضخ ويستسلم؟ أول من حرك عينيه نحوها كانت "إيـمي" التي ازدردت لُعابها وكأنها اختارت الصمت طواعيةً منها..

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن