"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والخمسون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________وهناكَ في نهرِ الصفاءِ
تكونُ فضلٌ من اللهِ العظيمِ على الورى
ليلٌ يجيءُ وسرهُ مكنون في الليل
يا رب وفي الأسحارِ، أدعوك يا اللهُ
وأنت الباري أنت الذي أوجدتنا وخلقتنا
أنت العليمُ بدقةِ الأسرارِ بيديكَ
أنت الأمرُ يا ربَ الورى،
وإليك .. وإليك وإليك يرجعُ محكمُ الأقدارِ_"نصر الدين طوبار"
__________________________________حان موعد اللقاء والقلب لم يعد بمشتاق..
فاليوم تُسطر الحكاية أجمل خواتيمها وهي خاتمة تلق بشتيتين تقابلا صُدفةً فأصبحا مُقربين بعدما كانا عن بعضهما غريبين، اليوم تُفتح قصص العاشقين وتستقبل فوق صفحاتها قصتين جديدتين يُخلدهما بين أساطير العشق الزمان؛ حيث القوةِ من بعد ضعفٍ والخوف قد تحول للأمان، اليوم معًا سنصادق الليل ونرافق السهر، وكلًا منَّا يُراقب ما يهواه؛ حيثُ أنا أسهر وأراقبكِ وأنتِ تراقبين القمر، اليوم ستُكتَب قصةٌ بدأت من خيانة العهد ووصلت للقسم على الوفاء بالعهد، قصة بدأت من افتتانٍ بالقمر ثم انتهت بامتلاك القمر… فاليوم ستشهد الطُرقات أننا اجتمعنا، وسنفهم من الدُنيا ما جهلناه من معني، هذا المعنى الذي كان مُبهمًا ولم أجده في صفحات قاموسي؛ واليوم أراكِ أنتِ قمري وشموسي، اليوم يتوجب على المدينة أن ترى فرحة ذاك الغريب، وتلحظ رضا الزاهد وتعلم جيدًا أن الفرح للقلب عائد، أخبروا الطُرقات أن مهما علت أضواء ومهما فتحت أبوابها لن تجد مُتسعًا إلى ذاك الباب الذي أوصلنا لقلبها، وأن كل الأضواء لن تُضاهي لمعة عَينها، اليوم سنسمع حديث القلب إذ يقول:
"حيينا اليوم ربيعًا ونسينا ما عصرناه أمسًا من مُرٍ".<"أخبروا المُدن أن تشهد على فرحنا اليوم">
ثمة بعض الأيام يُحق لنا أن نحتسبها عيدًا، حيثُ تلك الأيام التي تتفتح بها الأزهار وكأن الربيع قد حضر، وتُضاء بها السماء وكأنما يسكنها القمر، أيام تشرق بها الشموس الغاربة، وترسو بها السُفن من بعد إبحارها، تلك الأيام التي نستسلم فيها للأسر وكأن الألم راح بقوة السحر..
في حارة العطار أتت سيارة "يـوسف" ومعه بها "أيـوب" وكلاهما بجوار بعضهما حتى توقفت السيارة وفي مواجهتها سيارة أخرى تنافسها في الوقوف، ابتسم "يـوسف" ما إن لمح السيارة وقائدها ثم فتح النافذة وأخرج رأسه منها وهو يقول بنبرةٍ امتلكت كل الزهو وحُب الذات وخيلاء النفس:
_ أرجع أنتَ أحسنلك، أظن أنتَ جربت مرة قبل كدا وعارف إن ابن "الراوي" مبيتعاندش.
خرج له الآخر بنفس الطريقة ورفع صوته وقد كان صديقًا قديمًا له ولـ "أيـوب" الذي ضحك وتجهز للنزول من السيارة؛ وقد ازداد الضحك مع قول الآخر بنفس الزهو على غرار قول "يـوسف" المغتر:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري