الفصل38 الجزء2 ينصفه امام العالم

5.5K 135 7
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن والثلاثون_الجزء الثاني"
    

                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

مُذنبٌ أنا ولو سال دمعي
وبُعدي عنكَ جلَّ وجعي..

إلهي حطمتني نفسي
وصوت الضمير لم يصل سمعي..

عُدت من طريقي والعودة
أصعب من طريقٍ شق ضلعي

رَبيِّ عُدت لكَ أرجوك بقلبي
والقلب يبكي ولم يكفي دمعي..

_"غَــوثْ"
__________________________________

من أنتِ ولما في أرضي توغلتي؟
من أنتِ حتى أُرحب باحتلالك لفؤادي وتغدو الأناشيد لكِ كأنك وطني وبلادي؟ من أنتِ ولما أنتِ وطوال العُمر السابق أين كنتِ؟ كلما تكرر السؤال في عقلي وجدت قلبي يخبرني بما سبق وأنكرته أنا أمام سطوتكِ أنتِ، فَرُبما أنتِ بحرٌ حاولت النجاة منكِ لكني وبكامل إرادتي وطواعيةً مني أردتُ الغرق فيكِ، فتعددت الأوصاف ولازالوا متواضعين أمامكِ أنتِ، قد تكونين قمرًا سرق الزاهد من زُهده وفتنه، وقد تكونين ميثاقًا غليظًا لم يجرؤ غريبٌ على إهماله، رُبما المدينة التي آوت الغريب بين أحضانها، أو الضُحى التي ظهرت تنير العتمة من بعد ليلها، رُبما أنتِ النهار الأول من بعد القصف والحرب، وربما أنتِ النور من بعد العتمةِ في الدرب، رُبما لم تعلميني، لكن مؤكد لو جئتيني لأجلك أنتِ فقط ستجدينني، فمن دونك لا وجود لي أنا ولا لي في غيابك من الدُنيا غِنا، ولا أريد أن يُحكم بيننا بالفراق، وأغدو من بعد رحيلك المُشتاق، حينها فقط آتيني، وأعدُكِ حينها أنكِ ستجديني، وكما أعماه "يـعقوب" الفراق برحيل العزيز على القلب، سأخلُص لكِ في حُبي وأتحمل كما صبر "أيـوب"  لكي يمل مني الصبر، وينتهي مطاف أملي معكِ بالجبر..

        <"ضيفٌ غير عزيزٍ للعين، لما نراه؟">

بعض الطُرقات فُرضت على سالكيها وأجبروا على خوضها، والبعض الآخر أختاره البعض طواعيةً منهم ومن أنفسهم، وفي هذا وفي ذاك على حد السواء كانت النتيجة واحدة، فما نحن إلا ضحايا طرُقاتٍ مجهولة المطاف أُجبرنا عليها وتسير بها منذ هدأة البداية حتى ضجيج وزخم النهاية..

أتقدت النيران بداخله وأرشقها بنظراتٍ نارية فيما أضافت هي من جديد تُحذره بقولها:

_وتاني مرة أنا اسمي أم "يـوسف" ولا أقولك؟ أم الباشمهندس "يـوسف" والأفضل إنك متتعاملشيغمعايا لحد ما ربنا ياخدك ويريحنا منك.

أقترب منها بغتةً يحاول صفعها وقد وجدت حصنًا منيعًا يقف في مواجهتها ولم يكن إلا "فـضل" الذي ظهرت النيران تحاوط عدستيه وهو يقبض على كف "سـامي" وقد ألتهبت النيران بصدره وكأن إنتقامه أتى له على طبقٍ من ذهبٍ وعليه أن يتناول وجبة الإنتقام المُقدمة له، وقتها قام بإمساك كف "سـامي" بإحدى يديه ثم صفعه بالأخرى مما جعل الشهقات تخرج من الأفواه وقد قبض على تلابيبه يخطفه نحوه وهدر من بين أسنانه المُطبقة بغلٍ مُتراكمٍ فوق بعضه:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن