"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن والعشرون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________"رَبِّ أعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ
وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّوَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ
وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إلَيَّوَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ..
رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا
لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًالَكَ مِطْوَاعًا ، إلَيْكَ مُخْبِتًا
لَكَ أوَّاهًا مُنِيبًا .. رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي
وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأجِبْ دَعْوَتِيوَثَبِّتْ حُجَّتِي ،
وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي ،
وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي"._"ابن عباس رضي الله عنه"
__________________________________حروبٌ وقصفٌ وغربةٌ وشتاتٌ..
وقاموسي لازال مُمتلئًا لم يفرغ بعد، فكل ما تحمله اللغة من كلماتٍ واصفة لكل الألم والضياع هؤلاء هم أنا، فلم يسعني القول سوىٰ أنني أشبه حياة الحرب وما بها من كربٍ حتى غدوت نازحًا في كل الإتجاهات من الشمال للغرب، ومن وسط كل الغُربةِ لم أنعم يومًا للأوطان بالقربِ، بل كنتُ وحيدًا وبعيدًا وحُكِم عليَّ أن أكون شريدًا، مثلي وُلِدَ عزيزًا في موطنه ولم يذله إلا من أفسد مسكنه، وأنا لم أظنها قريبة بذلك الحد أن أكون أنا ما غدوت عليه هُنا، فتلك النُسخة الحالمة الآملة مني أضحت بعيدة وغريبة عنى..
فأنا بنفسي أصبحت أرفض ما ركضتُ أبدًا للحصول عليه وأصبحت يداي تُفلت ما كانت تسعى للوصول إليه..
غدوت آخرًا مُسالمًا تُحركني أمواج السَّلام وتوقفني تيارات الآلام، وكأنني أنا لستُ بأنا، وذاك الذي كان يأمل لتغيير الكون غادرني ولم يكن هُنا.. أفنيْتُ عُمري لأصبح أنا..
وذاك الأنا بدلني بغيره وأطاح بِحُلمي ولازِلتُ أجري البحث عني أنا.. أأنا ذاك الذي حَلُم أن يكون محبوبًا بين الناس والجميع يعرف قلبه هُنا؟، أم أنا ذاك الذي يقف بين الناس خائفًا يرتجف وكأن نظراتهم تحتاج للقوي المُغادر مني وبكل آسفٍ ذاك البعيد لم يَكن معي، أو بالأحرىٰ لم يكن هنا..<"وقتما تظهر لك الحقائق، تمهل قبل أن تفضحها">
سأله "سـراج" بإهتمامٍ عن سبب وصوله لتلك الحالة فقد أناب "إسماعيل" نفسه وجاوب بدلًا عن رفيقه "يـوسف" وهو يتحسر عليه وعلى حاله فضحك "سـراج" رغمًا عنه بنبرةٍ عالية جعلت "يـوسف" يغتاظ أكثر وهتف بنبرةٍ جامدة وهو على وشك التشابك معه:
_أنا مش ناقص عبط أمك دا على المِسا يا "سـراج" بتضحك على إيه هو أنا ناقص هبلك؟ ما تريح شوية بقى.
أوقف "سـراج" ضحكاته وجاوبه بقلة حيلة وهي يحاول أن يبدو جادًا فيما يتحدث عنه:
_أصل البت دي فاجرة، عدت مرحلة البجاحة وبقت في مرحلة الفُجر والقدُر، اللي مخلياك تاكل في نفسك كدا وواقف تفكر إزاي تشفي غليلك، هي اللي مسقطة نفسها وهي اللي راحت برجليها للدكتورة تعملها إجهاض، مش قولتلك أنتَ غلبان وسط الجبابرة دول يا غريب؟.
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري