الفصل4 الجزء2 توابع الإنفجار

5.8K 155 0
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع_الجزء الثاني"

                  "يــا صـبـر أيـوب"
        _____________________

أتيتكَ يا ربي وأنتَ بحالي عليم..
أتيتك هربًا من دنياي ومن ذنبٍ أليم..
جيئتُ راكعًا وأنتَ يا مولاي الغفور الرحيم
أرجوك أن ترحمني وأنتَ صاحب العفو العظيم.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

"مُذهلة هي كل تفاصيلك…
وخصوصًا لمعة عينيكِ، تلك اللمعة التي تنافس كل أضواء المدينة في قوتها، حيثُ كل مافيك جميل ويستحق أن يُذهل المرء عند رؤيته، تستحقين أنتِ وعيناكِ أن يخضع المرء لكما ويترك العالم خلفه…
وفي الحقيقة لم يُترك العالم فقط، بل يترك نفسه وكل ما يَشغله ويبقى معكِ أنتِ، أنتِ وفقط..
فدونًا عن العالم بأكملهِ وكل الطُرقات المُخيفة،
وجدنا أنا وقلبي الأمان في كنفكِ هُنا،
وكأن خير ماحدث لي هو قدومي إلى مدينتك هُنا.

       <"الذنب ليس ذنبنا، هو ذنب من أحبنا">

بعد مرور ساعة تقريبًا خرج "نـادر" من المكان وقد كرهه هو الأخر وأراد أن يعود إلى البيت قبل أن تقلق عليه أمه أكثر من ذلك، خرج وأخرج مفاتيح سيارته وهاتفه واستعد للتحرك للجهة الأخرى تجاه سيارته لكن السيف قد سبق العزل وأتت سيارة أخرى وأطاحت به على الطريق ليهوىٰ جسده مُجددًا فوق الأرض الأسفلتية وقد هربت السيارة من المحيط بأكملهِ وهذا الشاب هنا غرق في دمائه بمفرده في طريقٍ مظلم وسط عتمة الليل وصفوف السيارات الفارغة، وفقط صوت نباح الكلاب وسط سكون الليل هو الذي خرج بالتزامن مع ارتجافة جسده وهو يحاول فتح فمه وعينيه صرخًا لطلب الاستغاثة.

في المشفى كان يتحرك الفراش المعدني المدولب الخاص بنقل المرضى أو ربما الجُثث نحو الغرفة الخاصة بالإنعاش مُجددًا أو إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، هذا الغارق في دمائهِ كان يتسطح الفراش وقميصه الأبيض تلطخ بدمائهِ وقد وصل للمشفى بأعجوبة وركض له الأطباء ما إن تم الكشف عن هويته وعن عمله حيث القبطان البحري "نادر سامي السيد"، هويته وحدها بالطبع أسعفت الموقف حيث الخوف من طاقم العمل والأطباء القائمين على إنقاذه رغم شبه استحالة حدوث هذا الأمر، فعند وصوله إلى هنا كان يُشبه الموتىٰ أو هكذا كان حاله.

دلف غرفة العمليات وخلفه دلف الأطباء في محاولةٍ شبه يائسة لأجل إسعافه وإنقاذه من جديد، ومنذ البداية اتضحت الأضرار عليه، حيث الكدمات في وجههِ الدامي والنزيف الذي خرج من رأسهِ نتيجة الدفعة القوية على الأرض الصلبة، وها هم والجميع يجلس في الإنتظار.
__________________________________

        <"وصلنا بر الأمان وأصبحنا في أمانٍ">

وقف هذا المُتعب صاحب القلب المُعذب يفتح الباب الخاص بشقة والدته بأعصابٍ تالفة، وقد وصل إلى هنا بعد صراعٍ طويلٍ مع نفسه وما إن فتح الباب دلف وألقى مفاتيحه على الطاولةِ بجوار باب الشقة وخلع حذائه ثم جلس على المقعد بجسدٍ مُنهك تمامًا بعد مقابلته مع "نـادر" وكيف صارع رأسهِ ونفسه وساكني رأسه حتى ترك المكان ورحل، وحينما وصل الشقة وجد الظلام يُغطيها وقد ظهر النور بظهور أمـه التي أقتربت منه وهي تسحب المقعد الخشبي لكي تجلس بمحاذاتهِ وقد أبتسم هو لها فوجدها تمد كفها ثم قربته منها وجعلت رأسه يستقر فوق صدرها وهي تقول بنبرةٍ هادئة:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن