الفصل21 الجزء2 ما ذنب الفارس ؟!

4.6K 133 6
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد وعشرون_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
         ______________________

غَريبٌ أنا حتى عَنيِّ
تائهٌ أنا في السُبل مني؛ لكني أرجوك

أرجوك يا رحيم يا صاحب العفو الكريم
أن تَمنُ عليَّ وبنور هُداك تُرشدني.

فإن التيه لم يوجعني بذاته، لكن
المؤلم أن القلب عن سُبلك ضللني.

وآهٍ من تيهٍ يؤلم المرء بالبعد
عن السُبلِ وعدم العودة يؤلمني.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

أخبروا صفحات التاريخ أن لا تُغلَق كُتبها
فرُبما أحتاجُها، فمثلكِ أنتِ حقًا يُشبه كل ما هو نادر الوجود، في حين أن مثلي في كُل السجايا موجود، لقد فكرتُ مرارًا في طريقةٍ تُسعفني لكي أوصف بها لكِ حُبي، حُبي الذي أشبه معكِ الصراع في حربي، حربٌ دخلتُ فيها أرضٍ مُحتلة والمُحتل ترك فيها أثره وفَلَّ، رُبما حينما رأيتكِ في مرتي الأولىٰ حسبتكِ لوحةً أنتِ نادرةَ الوجودِ، وكأنما هُناك فنانٌ أخطأ في الاستخدام وترك لقلبه حُرية التعبير عنكِ، فخرجتي أنتِ نتيجةً لرؤية القلب قبل العَينين، والآن سأخبرك بعدما أرُهف سمعي لمشاعري لتُملي عليكِ يا "رهـف" ما يتواجد في داخلي، ففي السابق كنتُ أنا "عُـدي" الجندي الثانوي في حربٍ هادئة، غدوت من بعد رؤياكِ بطلًا في حربٍ دامية، تلك الحرب أضحت مسلوبة الراء رغمًا عني، فتحولت من جندي في الحرب، لمقاتلٍ في الحُب، حيث حرب تشبه تلك التي خاضها المحاربون لأجل غزو "عـكا" المُحصنة ولم يفعلها سوى "الأشرف خليل" فدعيني أقتدي به لعلني أفلحُ في غزو حصونك المنيعة، وحتى يحدث ما أردنا أنا وقلبي سأظل مقدامًا في حربي، حربي التي معكِ أضحت مسلوبة الراء، وياليت في ساحة المعركةِ يجمعنا لقاء.

        <"لن تجد غوثًا غير الذي يُغيثك كل مرةٍ">

فتحت "فـاتن" باب الغرفة لتجد "سـامي" في مواجهتها وحينها شهقت هي بفزعٍ من طلته المهيبة أمام وجهها فجأةً بتلك الطريقة وقد أزدردت لُعابها بخوفٍ لتجده يسألها بخبثٍ:

_خير يا تونة؟ رايحة فين دلوقتي؟.

رجعت للخلف وهي تتنفس بحدةٍ وجاوبته بضياعٍ وخدرٍ تحت أثر صدمتها برؤيته الغير هوينة عليها:

_كنت بدور على تليفوني، كان هنا ومش لقياه.

أبتسم لها بخبثٍ أكبر ثم قبض على خصلاتها فجأةً وهو يضع الهاتف نصب عينيها وهو يهدر من بين أسنانه مُتجاهلًا صرخاتها المُتألمة:

_تليفونك اللي عليه رقم "عبدالقادر العطار" وابنه ورقم "نَـعيم الحُصري"؟ بتضحكي عليا أنا يا "فـاتن"؟ طب وريني بقى مين هينجدك من تحت إيدي، ورحمة أمي لأخليكِ تتعلمي الأدب وتتربي من أول وجديد.

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن