"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع_الجزء الثاني""يــا صـبـر أيـوب"
_____________________أنا وإن كنت مُذنبًا لكني أعود لكَ
وأنتَ يا كريم لم تردني خائبًا..أعلم أني عاصيك لكني أحب اللجوء
إليك وأنتَ تحفظني وتعيدني صائبًا..ربي وإن كثرت ذنوبي وأمتلأ الفؤاد
بالندوبِ لكن نفسي الحية وضميري
يرشدني إليكَ والضمير للفواد المظلم
كان دومًا عاتبًا…_"غَـــوثْ"
__________________________________لا أعلم ماهو الشيء الذي يقيدني بكِ..
فرُبما هو شيءٌ تخطى كل المُسميات المزعومة في هذه الحياة، ربما يكون الأمل وربما يكون الألم، لا أعلم ماهو تحديدًا لكن ما أعلمه أنني أصبحتُ مقيدًا بكِ…
الفؤاد يُخبرني إنك رحمةٌ والعين تُملي عليَّ إنك كما لو أنكِ فتنةٌ، وفي كلتا الحالتين كنتُ أنه محظوظًا بما يكفي للحصول عليكِ والفوز بِكِ، فاليوم لقد تحررت من الآسر وعُدت كما الأمير عند عودته للقصر، لكن الحياة أبت وأعترضت وفرضت بيننا قطع الوصل…
لكن تأكدي أنه قبل أن يصبح كل ما بيننا ذِكرى..
أنني حتمًا سأعود وتعود معي البُشرىٰ..
بشرى مفداها قولًا واحدًا وهي أنني كنتُ ولازلت هنا
ولأجلك أنتِ فقط أصبحت هُنا ولأجلك سأعود إلى هُنا.<"البكاء لن يُجدي والشكوى لن تفيد، اقتلهم جميعًا">
مقاتلة بكل ضراوةٍ تقف أمام الجميع دون خوفٍ، تتحرك بفعل النزعة القوية التي ورثتها عن أبيها وشقيقها، لطمت وجه الأخرى بصفعتين قويتين نتجتا عن الكره والإشمئزاز من طباع تلك الساقطة التي لم تُراعي ولو لحظاتٍ قليلة مرت بينها وبين "يوسف" بل أصبحت تنتظر الفرصة على أحر من الجمر المُلتهب لكي تأخذ حقها التي تزعمه هي، لطالما كانت آفة عقلها الكُبرىٰ أن تصبح هي محط أنظار الجميع وتحظى باهتمامهم وخصيصًا من زَهدوا فيها..
وقبل أن ترفع كفيها وتقترب من تلك القوية تضربها لتأخذ بثأرها وصلها صوته يقطع السُبل عليها هادرًا بنبرةٍ قوية وصل صداها للجميع:
_إيدك يا حلوة !! لو فكرتي تمدي إيدك على أختي ولا عينك تترفع فيها أنا هوريكي شغل الجنان بحق، ارجعي يا روح أمك.
لم يتوقع أيًا من الواقفين أن يحضر في هذه اللحظة حتى ذويه، ألم يكن من المفترض أنه في محبسه الآن؟ كيف حضر إلى هنا وكيف وقف بجوار "أيـوب" في هذه اللحظة؟ وحينها وقف "سامي" بذهولٍ أمامه ليجد "أيـوب" دلف الشقة ثم أغلق الباب وشَمر ساعديه وهو يقول بتهكمٍ:
_مش تقولوا إننا عندنا ضيوف يا جماعة؟.
ابتسم "يـوسف" وهو يقول بنبرةٍ ساخرة ردًا عليه:
_ومش أي ضيوف، دول ولاد رقاصة.
حينها ابتسم "أيـوب" بزاوية فمه وقد فاض الكيل به لذا حرك رأسه نحو "سامي" وهو يقول بسخريةٍ اختلطت بنبرةٍ أخرى وارت خلفها التهديد المُبطن:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري