الفصل26 الجزء2 لكن الله غالب

5.3K 122 1
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس والعشرون_الجزء الثاني"
    
                     "يــا صـبـر أيـوب"
          ______________________

يا إله العالمين حنيني دائم
والقلب شاكٍ عليلٌ..
يا إله العالمين حنيني دائمٌ..
حَـنيني دائـمٌ.. والقلب شاكٍ عليلٌ

سال دمعي يا إلهي..
سال دمعي يا إلهي.
ولولا غُربتي… ما كان دمعي يسيل

غُربتي نجوى ونيران شوقٍ
وأسىٰ باكٍ وليلٌ طويلٌ

وإذا ضاقت.. وإذا ضاقت
فنجوى دعائي، حسبي لله
حسبي الله، حسبي الله ونعم الوكيل..

_"نصر الدين طوبار"
__________________________________

لكنه العالم يا خليلتي لم يرأف بصغيرٍ مثلي..
لذا سأخبركِ بما عانيته وسط القريةِ الظالم أهلها، فحينما كنت كما الطير قاموا بكسر جناحيي، وحينما كنت بريئًا علموني القسوة، ولما عاهدتهم في صبايا جعلوني كهلًا وكأن الشيب يُخالط ربيع عمري، أصبحت كمشردٍ بعيدًا عن وطنه وخَشته بقية الأوطان، أصبحتُ منبوذًا عن العالم وكأني من زمنٍ غير الزمان، أنا غريبٌ حتى نفسي ولم يسعني مكان، ضاق في رحاب نفسي الفضا وأنا أصول وأجول بحثًا عن الأمان، ومن ثم عند نُضجي وبلوغي الكِبر تغربت في كل مكان، ورأيتهم بأم عيني يغلقوا في وجهي حدود الأوطان، فأصبحت مُشردًا ونازحًا يبحث عن الخيام..
وأثناء بحثي عن مكاني، شاهدتُ مدينةً يرافقها القمر، كانت أرجاؤها حنونة وقـمرها لياليه ميمونة، حينها دلفتها وباسم الخالق باركتها، فتفاجئت بها تراني بالعيون وتضمني بالجفون، فتحدث وقتها قلبي الموجوع أخيرًا بقول:
"لا يهم أن تُغلق في وجهنا جميع الأوطان،
فيكفينا بابٌ يطل على المدينة الآمنة"

   <"كلٌ منا يتلقىٰ مما صنعت يداه، فأحسنوا الصنع">

بعض الأماني تظل كما هي باسمها،
حيث لا تخرج خارج إطار التنفيذ والتحصيل فتبقى كما هي أمنيات دون أن تتحق، فليس كل ما يتمناه المرء يُدركه، وليس كُل ما تشتهيه الأنفس تُلحقه..

_الحمدلله يا حبيبي، على فكرة "شـهد" تعبت أوي ساعة اللي حصل، وأنا قولتلها إن الخلفة دي رزق وربنا هيعوضكم، وبكرة تقف على رجلك تاني وتملا بيتكم بولاد حلوين شبهكم.

ألقت عليه قُنبلة لم يتحمل حملها فوق عاتقه فكرر خلفها مُستنكرًا كلمتها أو ربما حديثها بأكملهِ:

_خـلفة!! حضرتك تقصدي إيـه؟.

ضمت حاجبيها لبعضهما وهي تجاوبه ببلاهةٍ:

_هو أنتَ مش زعلان علشان "شـهد" كانت حامل وأجهضت؟.

القنبلة الثانية لاحقت الأولى في رد فعلها وقد توسعت عيناه وأنقبض قلبه وهـو يُطالعها بذهولٍ وصدمةٍ ارتسمت فوق صفحات وجهه، وقد أضحى قاب قوسين أو أدني من لفظ أنفاسه الأخيرة أو التحول لغير الآدمية وبالرغم أن الجرح قد سكن إلا أن الروح كانت تأنِ بصراخٍ، حينها فرغ فاهه فأرتبكت هي لكونها أفصحت عن سر ابنتها، وخاصةً مع تبدل ملامحه فأضافت من جديد بنفس الإرتباك الذي بدا جليًا عليها:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن