"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والأربعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________الليل أقبل وأنا معه أتيتُ لبابك..
أعلم أنني العاصي لكنك عظيم التوبة
تقبل من طلب أن يبقى في رِحابك..أتيتُ بعدما من نفسي سأمت
ومن نفسي بنفسي قُتلت لكني
والله أحبك أولًا وأخشى عذابك..أعلم أنك أنتَ الغفور الرحيم
وأنا المُذنب اللئيم، لكني والله
يا مولاي أود أن أأمن عند بابك.._"غَـــوثْ"
__________________________________في السابق كنتُ أتعجب من كلمة الاعتذار سائلًا نفسي بكل حيرةٍ لما قد يتوجب على المرء أن يعتذر؟ لطالما كنت رجلًا تربى على أن الاعتذار يُسقط من هيبة الرجال ويُقلل من قيمتهم، تلك الكلمات الغريبة التي تحمل الأسف والعُذر لم أفهمها قط، لكن لا أعلم لما منذ أن استهديت لسُبلكِ وأنا أرغب في الاعتذار منكِ؟ حقًا أود أن أُبدي آسفي وعُذري عن كل فعلٍ صدر من العالم تجاهك وأبكى عينيك الجميلتين، حتى أنني أصبحت في عُمق افكاري أرغب في تجديد آسفي لكِ ولقلبك حتى عن تلك الأشياء التي طالتك من قبل دخولي لأرضكِ، رُبما تحسبينها مجرد كلمات فحسب، لكنها حقيقة كُتِمَت في ثنايا قلبي، فدعيني أمليُ عليكِ أسفي وأنطقها علنًا لكِ أنني آسفٌ أنا، أنا الذي لم يخضع لأحدٍ، إلا لسهم عينيك وما امتلكه من قوةٍ على مُحاربٍ عاش يعهد الإنتصار ولم تأتيه الهزيمة إلا منكِ أنتِ، فهل يُعقل أن من وصفوه الناس بـ ظافرٍ أمام جيوشٍ من الأعداء والأحزاب، أن يَلقى هزيمته على أهداب عينين؟ والأدهى أيضًا أنني بعد هزيمتي تلك أعتذر منكِ، يبدو أنهم سينعتونني بالجنون أيضًا، لكن لا يَهم، فأنا في نهاية خطابي لكِ أجدد آسفي على قدومي إليكِ متأخرًا، وأجدد آسفي نيابةً عن العالم الذي تسبب في بُكائك، وأجدد آسفى لهزيمتي أمامك، لكني لن أجدد أسفي لاقتحامي أسوارك وسبر عينيك وأغوارك، فإن كنتُ في الفُلك تائهًا، كُوني لي كوكبًا ودعيني أطوف في مدارك، وإن كنتِ لا تعرفينني من أنا، سأخبركِ أنني الضائع الذي أرشده العالم بأسره لديارك ..
<"نحن قومٌ نستمسك بالفرح، خشيةً من قدوم الأحزان">
اللحظات السعيدة، الأوقات الصاخبة بأصوات الضحكات العالية، نظرة العين في راحةٍ لأوجة تُحبها وتُحب النظر لها، نبض القلب بحركاتٍ غير مُرتبة ركضًا خلف فرحةٍ حيوية تدُب فيه الروح مُجددًا، كل تلك المشاعر التي تُداهم القلب وتسكنه ماهي إلا نتاج فرحة لم يعهدها القلب في السابق فأضحى خائفًا أن تُبرحه ويفتقدها…
أضواء مُزينة، ستائر بيضاء أطرافها تطير في الهواء كأنها حمام سلام يُحلق فوق الرؤوس، نسمات هواء في أواخر الشتاء أتت لترافق الحاضرين، ضحكات واسعة أثناء جلسة التصوير بجانب الخيول، أضواء مُبهرة للأعين سقطت على أوجه الحاضرين بزفافٍ حقق نظرية السهل الممتنع، حيث تم بشيءٍ من التواضع وفي داخله كان الدُر كامنًا..
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري