"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
_____________________ولقد رأيتُكَ في منامي ليلةً
فنَسيتُ ما قد كانَ مِن أحزانِوحَسِبتُ نومي في حضوركَ يقظةً
حتى أَفَقْتُ علي فراقٍ ثانِأَأُقيمُ بَعدكَ في المدينةِ بينهُم
يا لَهفَ قلبي لَيتَني لم أُولَدُ.- "حسّان بن ثابت" في رثاء سيدنا محمد ﷺ
__________________________________"أنا وإن كنتُ بذاتي لم أكن هنا..
ستجديني في كل شيءٍ هُنا، أنا هنا حيث أنتِ،
أود أن أكون أينما كُنتِ، سأبقى لأجلك هُنا كما أتيت لأجلك هُنا، أنا الغريب الزاهد الذي كُتِبَ له أن يتحمل المعضلة كما تحمل"يوسف" بن "يعقوب" وصبر على البلاء كما صبر "أيـوب" فلا داعي للخوف إن كان المولى هو العليم بالقلوب، وهو من يشاء ويقدر المكتوب…
فربما يكون الذنب ذنب القلب الذي هوىٰ وأحب،
أو رُبما كان قلبي بريئًا من أقتراف الذنب، لكن هل يُعقل أن يصبح القلب آثمًا لكونه هوىٰ وأحب؟ أم أن الذنب من الأساس يقع على كل من يُحب وقبلها يُنكر هذا الحُب؟
لذا سأتلوها لكِ بما أنني أصبحت في الحُب
آثمًا وبقوانينه مُذنبًا..
أنني أحبك؛ وأكره كل من يُحبك…<"كشف المستور واجب كتنفيذ حق الدستور">
بعد مرور عدة ساعات وتحديدًا مع بدء توقيت الغروب..
أمر"عبدالقادر" بقدوم "أيـوب" إليه فور عودته إلى البيت وقد جلس في غرفة مكتبه ينتظره حتى وصل إليه "أيـوب" ودلف بعدما طرق الباب وأستأذن بالدخول حتى حصل على الموافقة..دلف وجلس على مقعد المكتب وحينها أشار له "عبدالقادر" بالحديث عن ما سبق وأخفاه الآخر عنه قائلًا:
_شوف !! أنا ساكت وعارف إنك مخبي عني بس بمزاجي هفوتلك يا ابن "عبدالقادر" بس مش هسكت إنك تكدب عليا، حصل إيه يومها يخليك ترجع وشك مضروب تاني، ومن بعدها "يـوسف" يمشي ويسيب القاهرة كلها؟ راح فين؟.
زفر "أيـوب" بقوةٍ وتذكر أمر رسالة "يـوسف" الصباحية التي أرسلها له ثم أغلق هاتفه كُليًا وكأن عقله ينبئه بالأمانة التي ألقاها عليه "يـوسف" وفي هذه اللحظة أعتذر لوالده قائلًا:
_أنا آسف يا بابا، مش هقدر أقول حاجة علشان هو أمني قبل ما يمشي، مش هكدب وأقولك محصلش، بس مسيرك تعرف لو هو حابب يعرفك، ومتقلقش عليا أنا بخير الحمدلله.
رفع "عبدالقادر" كلا حاجبيهِ وهو يرى إنسحاب "أيـوب" من المكان متجهًا إلى غرفتهِ وكأنه يهرب من سطوة والده الذي لم يقبل بتلك المحادثة بل يصر على معرفة كافة التفاصيل، وحينها دلف "أيـوب" غرفته وجلس على طرف الفراش يتذكر ما حدث ليلة أمسٍ..
في مكانٍ آخرٍ تحديدًا بمحافظة "أسوان"..
جلس "يوسف" في الخارج أمام إحدى البُحيرات المائية في هذه المحافظة ومعه بين أنامله سيجارةً ينفث هوائها خارج رئتيه ومعه في يده دفتر ورقي وقلمٍ وما إن أنهى سيجارته المُدخنة ألقاها بطول ذراعه ثم فتح دفتره يكتب بداخله (1) وبدأ في رسم عيني "عـهد" بعدما اندمج فيما يفعل وقد قطع اندماجه شرود ذهنه في موقف الأمس الذي تسبب في مجيئه إلى هنا..
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري