"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________"وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِيًا
ورجوتَ ربَّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ
فرأيتَ ما لم ترتجيهِ مع الدعا
وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَكْلا تجزَعنَّ من الحياةِ وضيقِها
حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلكْ
ولو اطَّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها
لعلِمتَ أنَّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ"_"مقتبس"
__________________________________لن أعتذر عما سأقول..
لكن هذا العالم قاسي ممتليء بالأوغاد، والجميع هنا يسيرون خلف بعضهم كما القطيع في الغاب، رأسهم فارغة وعقولهم مُنطفأة وكأن الأرض أضحت ملكًا لهم، فلم يكلف أحدهم نفسه عناء البحث عن الحقيقة؛ عداي أنا..
فأنا دومًا استثنائي عن الجميع، أعرف ما يُساير شخصي، ويُرضي قلبي ويملأ عيني، أعرف جيدًا من أنا، ومن هُم ومن بين الجميع أُحبكِ أنتِ، لا غيرك ولا حتى إحداهن من قبلكِ، أنتِ وفقط شبيهة القلب، وطارفة العين، أنتِ من لا يوجد شبيه لكِ ولا حتى نعلم مداراتك تذهب بنا إلى أين..
لكن ما أعرفه أن الجميع أصحاب عقولٍ من قسوتها تحتاج لضربها، وأنتِ وحدكِ من وجدنا المواساة والنجاة في حُبها، كما أستقرينا من بعد شتاتنا ووجدنا الأُلفة في دربها، ومن جديد دعيني أخبر العالم، أنني أكثرهم حظًا فأنني رُزقت حُبها وتركت لكم ساحات القتال لكي أهنأ بقربها.<"لم نسير حسب إرادتكم، من الأساس من أنتم؟">
صاحب الإرادة الحُرة لم يقبل أن يكون كما اللُعبة في أيد الأغبياء، بل يسير خلف صوته وفقط ووفقًا لإرادته القوية، أما هؤلاء الذين يشبهون عرائس الماريونت فآخر ما يتم صنعه بعد عملهم أن تُصفق لهم الكفوف وهي تراهم بعين الوصف والإعتبار مُجرد لُعبة وليس إلا، أما هُنا، فلا مكانٍ لإرادة غير أرادتنا، ولا صوتٌ يعلو على صوتنا، نحن أرضٌ تجذب الناس إليها، والجميع أضحى يعرف عننا..
علم "إسماعيل" أن شقيقه بلغ التعب عليه أشده لذا أوقف القيادة وترك السيارة ثم أقترب من الفتاة المُلقاة أرضًا يتفحصها بخطى متمهلة وما إن رفع كفه يزيح خصلاتها ليكشف عن وجهها وجدها تمسك ذراعه بقوةٍ ثم هاجمته فجأةً بشراسةٍ مُقاتلة حتى أنتبه "إيـهاب" لما يحدث وراقب شقيقه ورغمًا عنه ضحك ساخرًا ثم ترك السيارة وجلس على مقدمتها وهو يستمع لشقيقه الذي قاوم تلك الشقراء وكبل حركاتها وهتف بأنفاسٍ متقطعة:
_وليه الغباء يا مُـزة؟.
قاومته من جديد ودفعته بعيدًا عنها تحت أنظار "إيـهاب" الساخرة وكأن ما يشاهده هي مسرحية يعلمها جيدًا لذا أقترب خطوة واحدة ثم سحب شقيقه يوقفه خلفه، أما عن تلك الشقراء فهي ضربة واحدة من كفهِ جعلتها تسقط أرضًا فيما هتف هو بنفاذ صبرٍ ساخرًا:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري