انحنت الأميرة بكل وقار ورُقي، قائلة: "الأميرة أوريليا تحيي سموكم."
اقترب أورفين منها بلطف، وقبَّل كف يدها بأدب: "مرحباً بسموكِ في أمانيثا، يشرفني لقاءكِ. أتمنى أنكِ لم تواجهِ أية مشاكل في الطريق."
ابتسمت الأميرة برقة وردت: "بفضل فرسان أمانيثا المتفانين، كانت الطريق آمنة. أشكركم على هذا الاستقبال الرائع."
أجابها أورفين بابتسامة خفيفة: "الشرف لي."
حينها، اقتربت غايا وانحنت بأدب نحو الأميرة: "تحياتي لسموكِ، أنا غايا، كبيرة الخدم هنا." وأشارت إلى الرجل بجوارها. "وهذا غايوس، كبير خدم أيضاً. نحن هنا لخدمة سموكِ بكل إخلاص. تفضلي باتباعي، لقد أعددنا لكِ غرفتكِ لتستريحي فيها."
ابتسمت الأميرة مجدداً: "أشكركم على كرم الضيافة."
ثم قال أورفين: "سأدعكِ الآن لتأخذي قسطاً من الراحة. دعينا نلتقي لاحقاً."
"شكراً، سموك."
سارت الأميرة مع غايا التي قادتها نحو غرفتها، فيما وقف أورفين يراقب مغادرتها. عندها، وضع كاستوس يده على كتف أورفين، وابتسامة واسعة تعلو وجهه: "هاه؟ هل زال الغضب الآن؟"
نظر أورفين إليه بتجهم: "ماذا تعني؟ لا زلت غاضباً من هذا القرار السخيف."
ضحك كاستوس وقال: "أجل، أجل، لكنك لا تستطيع إنكار جمال الأميرة. في النهاية، جلالة الملك اختارها لك بمحبة. حاول أن ترى الجانب الإيجابي."
أزاح أورفين يد كاستوس عن كتفه وقال: "دعني وشأني، كاستوس. سأحاول التحدث مع الأميرة. ربما تستطيع هي إيقاف هذه المهزلة."
رد كاستوس مستغرباً: "الأميرة؟ ماذا تتوقع منها؟ أن توقف الزواج فقط لأنك لا تريده؟"
تنهَّد أورفين وقال: "لا أدري... ربما هي أيضاً لا تريد الزواج مني."
هزَّ كاستوس كتفيه وقال: "أنا لا أفهمك. لماذا ترفض الزواج منها؟ أنت محظوظ لأنها بهذا الجمال."
رد أورفين بحدة: "كاستوس، ألا تستطيع أن تتوقف؟"
ابتسم كاستوس بمكر وقال: "أتعلم؟ بدأت أتخيل شكل أطفالكما معاً، أورفين. لا تضيع هذه الفرصة من يدك."
تنهد أورفين بضجر: "كاستوس، أنت مزعج."
ثم غادر إلى غرفته، غارقاً في التفكير حول كيفية إقناع الأميرة بإيقاف الزواج.
على مدار أسبوع كامل، كان أورفين يلتقي بالأميرة في حديقة القصر. لكن في كل مرة يحاول فيها فتح موضوع رفض الزواج، تتجاوب الأميرة بإجابات مقتضبة؛ نعم أو لا فقط، دون الخوض في التفاصيل. ومع مرور الأيام، بدأ أورفين يشعر باليأس.

أنت تقرأ
أمانيثا
Fantasíaفي عالم من الخيال، تجد رودين نفسها تواجه واقعها القاسي بعد معرفتها بمرضها وفقدان صديقتها العزيزة. تُخبرها الأسطورة عن "أمانيثا"، المدينة التي يُزعم أنها تحقق الأماني المدفونة. لكن هل هي حقاً مدينة الأماني، أم أن فيها أسراراً أعمق؟ تنطلق رودين في رحل...