خرج أورفين من عند الأميرة، مثقلاً بأفكاره، يشعر بخوف متزايد تجاه فكرة الهروب من القصر معها . كان لقاؤه بها مليئًا بالعواطف المتناقضة، لكن هيمنة الخوف من المجهول كانت تُشعره بالقلق. بينما كان يتجول في الممرات الرخامية للقصر، صادفه كاستوس، الذي كان مستندًا على الجدار، مبتسمًا ابتسامة عريضة.""لقد أطلت هناك!" قال كاستوس، وعيناه تلمعان بمكر.
خبط كاستوس كتف أورفين بمرح. "هاه، إذن يا أمير، لما دعتك لغرفتها؟ هل توصلتما لخطة للهرب أم أن الوضع صار عكس ما تريد؟" وغمز له بوضوح.
دفعه أورفين بعيدًا، محاولًا السيطرة على نبرته. "أصمت، واحترس لكلماتك. أي هرب، يا رجل؟ الأميرة ترغب في الزواج، لذا إرحمني ودعني وشأني."
"حقًا؟ يبدو أنها أقنعتك بالزواج منها، بما أنك لم تقل شيئًا." قال كاستوس، وهو ينظر إليه بفضول.
"صحيح، سنتزوج. هل أنت سعيد؟" رد أورفين، لكن نبرة صوته كانت تحمل شعورًا بالاضطراب.
"بالطبع! أريد رؤية صديقي سعيدًا." قال كاستوس بجدية.
أجاب أورفين بسخرية: " عن طريق زواج سياسي؟ لا تضحكني!"
"سموك، ربما ستقعان في الحب مع مرور الأيام. من يدري؟"
"نعم، صحيح، كما أحببت أنت أختي!" أجاب أورفين بتهكم.
"ماذا تقصد؟" تساءل كاستوس ، وقد ارتسمت على وجهه تعبيرات استغراب.
"أنت تعلم عما أتحدث، فلا تتغابى. أختي المسكينة كانت تطاردك في الأرجاء، لكنك لم تعرها أي اهتمام، كنت تفكر فقط في فتيات أخريات."
"الأميرة ما زالت صغيرة، وعلاقتنا مستحيلة."
"أنت من جعلتها مستحيلة! في الماضي، كنت أفكر بمساعدتك، لكن الآن، حتى وإن توسلت إلي، لن أسمح بهذا." نظر أورفين إلى كاسيوس بعينين عازمتين.
ثم قال مبتسمًا، "أنظر، يبدو أن عمر أختي طويل. لقد أتت بالفعل!"
استدار كاستوس في ارتباك، "الأميرة! سموك، عن إذنك سأذهب!" وانطلق مسرعًا.
اقتربت أخت أورفين، الأميرة ليفيانا، بابتسامة مشرقة. "أهلا أخي، كيف حالك؟" وسألت باستغراب، "لماذا يركض كاستوس هكذا؟"
"لقد جن جنونه. دعك منه، كيف حالك؟ لم أرك مذ يومين."
ابتسمت وعانقته، متسائلة ببراءة، "هل اشتقت إلي؟"
"كيف لا أشتاق لغاليتي وجوهرتي الثمينة!" قرص خدها بود، مما جعلها تضحك بمرح.
"أخي، هل أنت بخير؟"
"بعد رؤيتك، صرت أسعد رجل في العالم."
"أتحدث عن زواجك. هل أنت بخير؟"
"نعم، هل لي خيار آخر؟ أبي ألقى بأوامره، ولا طاقة لي بفعل أي شيء."
"لقد حاولت أنا وأمي إقناعه بالعدول عن رأيه، لكنه رفض. أنا حقًا آسفة، أخي. لم أستطع فعل شيء. حتى أخي فابيوس رشح نفسه ليكون خطيب الأميرة، لكن والدي أصر على تزويجها لك."
"شكرًا لك على هذا، لكن سأتزوج بها."
"هل وقعت في حبها؟" سألته ليفيانا بفضول.
"ليس تمامًا." أجاب أورفين، مع شعور بارتباك عاطفي.
"أخي، أنت طالما أردت أن تتزوج مثل والدي والملكة الراحلة، لذا أردت حقًا مساعدتك في إيجاد قصة حبك المنتظرة."
ابتسم أورفين لأخته اللطيفة، "شكرًا على تفكيرك بي بهذه الطريقة."
رغم أن الملكة الحالية هي زوجة أبيه، لم يشعر أورفين قط بأنها ليست أمه الحقيقية. كان إخوته، الأمير فابيوس والأميرة ليفيانا، يحبونه ويعتزون به. لكن الفراغ الوحيد الذي كان يشعر به في قلبه هو حب والده له. لطالما تساءل لماذا يكرهه والده، رغم أنه ابن المرأة التي أحبها. لماذا يحتقره ويريد السيطرة عليه؟
"أخي، هل أكلت؟ تعال، لقد طلبت من الشيف إعداد طعامك المفضل."
ابتسم لأخته، "الطعام معك يصبح لذيذ سآتي بالطبع ."
كان حديثهما كالنسمات الرقيقة، تملؤه عواطف متضاربة. لكن في أعماق قلب أورفين، كان يدرك أنه على شفا قرار سيغير حياته إلى الأبد.
![](https://img.wattpad.com/cover/381203597-288-k84802.jpg)
أنت تقرأ
أمانيثا
Viễn tưởngفي عالم من الخيال، تجد رودين نفسها تواجه واقعها القاسي بعد معرفتها بمرضها وفقدان صديقتها العزيزة. تُخبرها الأسطورة عن "أمانيثا"، المدينة التي يُزعم أنها تحقق الأماني المدفونة. لكن هل هي حقاً مدينة الأماني، أم أن فيها أسراراً أعمق؟ تنطلق رودين في رحل...