قالت روز بصوت مرتجف:
"أشعر أن كل شيء هنا غريب... لم أصدق أننا تبعنا رجلًا غريبًا إلى مكان أكثر غرابة. ملك ليبرتا... لو علم بما فعلناه، لن يغفر لنا أبدًا."لم يكن التأقلم سهلًا على روز وزوجها. اللغة كانت صعبة ومبهمة، والعادات مختلفة تمامًا. ومع ذلك، وجدوا أن ذلك الرجل قد أعد لهم شقة مجهزة، لكن الأمور البسيطة أصبحت معقدة بالنسبة لهم. قوتهم السحرية كانت تتلاشى تدريجيًا منذ دخولهم هذا العالم، وأصبحوا يعتمدون على أساليب الحياة اليومية التي لم يعتادوها. التعاويذ السحرية كانت تغنيهم عن كل شيء؛ والآن، باتوا ينسون أنهم يملكون سحرًا أصلاً.
لكن أوريليا، رغم صغر سنها، أظهرت قدرة هائلة على التأقلم. تعلمت بسرعة مذهلة، وساعدت مربيتها وحارسها في التكيف. في أحد الأيام، وبينما كانوا يجتمعون حول طاولة الطعام، قالت أوريليا بحماس:
"نحن هنا معروفون كعائلة، لذا سأبدأ بمناداتكما أمي وأبي."نظرت روز إليها بدهشة، وبدت الكلمات غريبة على لسانها:
"لكن... سموكِ، أنتِ أميرة. كيف...؟"ابتسمت أوريليا برقة، وعيناها الصغيرتان تعكسان تصميمًا لا يليق بسنها:
"روز، أنتِ من ربتني، والعم إيلاريوس كان دائمًا بجانبي كالأب. هذا أقل ما يمكنني فعله. ثم... أنا لم أعد أميرة بعد الآن. هذا البلد لا يعترف بالنظام الملكي. من الآن، اسمي ليلى."تبادل الزوجان نظرات حائرة.
"ليلى؟!" سألت روز، مستغربة.أومأت أوريليا بثقة:
"اسمي الأصلي غريب هنا، وسيكون من الأسهل أن أندمج. أعلم أن أمي اختارت اسمي بحب، لكنني أريد أن أعيش هنا كأي فتاة عادية. لن أنسى أبدًا أنني أوريليا... سأظل دائمًا أوريليا."ابتسم الزوجان، ولم يشاءا أن يضعفا من عزيمتها. كانا يعلمان كم تمنت هذه الفتاة الصغيرة أن تحيا حياة طبيعية، بعيدًا عن الألقاب والمسؤوليات.
---
في صباح اليوم التالي، بينما كانت روز تجهز أوريليا للمدرسة، قالت بحماس وهي تساعدها في ارتداء الزي المدرسي:
"كل شيء هنا يبدو غريبًا، حتى نظام التعليم. لم أصدق حين أخبرونا أن الجميع يستطيع الدراسة، بغض النظر عن الخلفية النبيلة. هذا... هذا جميل. الجميع متساوون هنا."ردت أوريليا بابتسامة عريضة:
"كان ذلك الرجل محقًا... هذا العالم أفضل بكثير من حيث أتينا."سألتها روز بقلق:
"هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين الذهاب وحدك؟"أجابت أوريليا بثقة:
"نعم، لا تقلقي. سأذهب الآن."قبلت مربيتها، وخرجت بخطوات واثقة نحو بداية جديدة. كان طريق المدرسة قصيرًا، وأشعة الشمس الخريفية الدافئة تتسلل بين أغصان الأشجار، بينما تتساقط الأوراق الذهبية بهدوء. شعرت أوريليا بنسمة هواء منعشة، وسارت بخفة، وكأنها تسير نحو حلم طال انتظاره.
في المدرسة، استقبلها المشرف بابتسامة:
"تعالي معي... ليلى، صحيح؟"أومأت برأسها:
"نعم، سيدي."ابتسم المشرف:
"لا داعي لمناداتي بسيدي. قولي فقط أستاذ."أجابت بخجل:
"حسنًا... أستاذ."قادها إلى فصلها، وأشار إلى الباب:
"لا تقلقي. ستجدين أصدقاء هنا. ها هو فصلك."فتح الباب، وتسارعت دقات قلبها. شعرت بحماس لم تشعر به حتى عندما عبرت البوابة بين العوالم. كانت هذه بداية جديدة... مختلفة تمامًا.
وقف الطلاب ينظرون إليها، وطلب منها المعلم أن تقدم نفسها. أخذت نفسًا عميقًا، وقالت بثقة:
"مرحبًا... أدعى أور... أقصد ليلى. أنا من بلد آخر، وقد تجدون لكنتي غريبة بعض الشيء. أتمنى أن أندمج معكم."رحب بها الطلاب، وأشار المعلم إلى مقعد فارغ بجانب فتاة ذات شعر بني وعينين بنيتين. جلست بجانبها، وابتسمت قائلة:
"مرحبًا."لكن الفتاة تجاهلتها وأشاحت بوجهها بعيدًا. لم تأبه أوريليا كثيرًا... كانت تعلم أن هذه مجرد بداية، وأن التحديات هنا ليست أقل من تلك التي واجهتها في عالمها القديم. لكن شيئًا ما في داخلها كان واثقًا... هذه المرة، ستنجح.

أنت تقرأ
أمانيثا
Fantasíaفي عالم من الخيال، تجد رودين نفسها تواجه واقعها القاسي بعد معرفتها بمرضها وفقدان صديقتها العزيزة. تُخبرها الأسطورة عن "أمانيثا"، المدينة التي يُزعم أنها تحقق الأماني المدفونة. لكن هل هي حقاً مدينة الأماني، أم أن فيها أسراراً أعمق؟ تنطلق رودين في رحل...