نظر أورفين إلى الأميرة بترقب، ثم سألها بسؤال تردد في طرحه، بدا له سخيفًا: "عذرًا قبل كل شيء يا سموكِ، ولكن هل لي أن أعرف لماذا ترفضين هذا الزواج؟"
نظرت إليه الأميرة باستغراب وقالت، "هل غيرت رأيك؟"
أجابها، "لا، فقط فضول."
رفعت حاجبيها وابتسمت بمكر، "إذن أخبرني أنت أولاً، لماذا رفضت الزواج بي عندما علمت بما حدث في البلاط الملكي؟ فضولي دفعني لمعرفة سبب رفضك."
وضع أورفين رأسه مترددًا، خجلاً مما سيقوله. "في الواقع، ليس لدي سبب مقنع تمامًا. كنت فقط أرغب في الزواج بفتاة أحبها."
"هل لديك فتاة تحبها بالفعل؟" سألتها الأميرة بفضول لا تخفيه.
هز رأسه بأسف، "مع الأسف، لا."
ضحكت الأميرة ضحكة خفيفة، ثم قالت: "أنت حقًا سخيف."
ابتسم بخجل وقال: "حسنًا، بعد هذه الضحكة، ينبغي أن يكون هناك سبب مقنع لرفضك أنت أيضًا."
أخذت الأميرة نفسًا عميقًا وقالت بنبرة مفعمة بالغموض، "بسبب أني متزوجة بالفعل. لا يمكنني الزواج برجل آخر ."
اومأ أورفين رأسه "نعم صحيح متزوجة ..."
بعدها اتسعت عينا أورفين بذهول، "عفوًا... متزوجة؟!"أومأت برأسها وأضافت بابتسامة غامضة، "نعم، وأنا حامل أيضًا."
شعر أورفين وكأن عقله قد توقف عن العمل؛ متزوجة؟ حامل؟ ما الذي يحدث هنا؟
نظرت الأميرة إليه بتمعن وقالت: "قبل أن أخبرك بالخطة، سأقص عليك ما حدث. لكن تذكر، هذا الكلام سيبقى هنا بيننا."
أومأ أورفين برأسه متفهّمًا، وقال بشيء من التوتر: "سأكون مستعدًا لأي شيء تقصينه، لذا سأحرص على ألا أقع أرضًا."
ضحكت الأميرة ضحكة خافتة وقالت، "تبدو الآن مثل جرو مطيع." فرفع حاجبه مستغربًا.
قالت معتذرةً، "آسفة، لم أقصد السخرية." ثم سعلت قليلًا لتضبط نفسها قبل أن تواصل، "أولاً، أنا وُلدت كطفلة غير شرعية. والدي... قام بفعل فظيع مع إحدى خادماته، تلك المرأة المسكينة حملت بي وولدتني، ثم توفيت فور ولادتي. شعر أبي بالعار، فلم يشأ أن يُعرف كملك يتعدى على خدمه، فزوّر أني الإبنة بيولوجية للملكة، وافقت الملكة على مضض، لكنها لم تستطع أن تراني أمام عينيها، فأرسلتني إلى بلد بعيد بحجة أنني مريضة وأحتاج علاجاً. تم إخفاء كل ما يتعلق بوجودي حتى لا تشوه سمعة البلاد."
سكتت للحظة، وتابعت: "كبرت في تلك المدينة، عشت أجمل أيام حياتي هناك. وعندما بلغت العشرين، التقيت بزوجي. أحببنا بعضنا بشدة، لكنه رجل بسيط، وأنا أميرة من بلد بعيد. أحضرته إلى ليبرتا لرؤية والدي وطلب يدي، لكن والدي رفضه وأهانه بشدة، ولم يسمح لي بالعودة إلى المدينة التي تربيت فيها. بعد سنتين، وبعد إلحاح شديد، سمح لي بزيارة مؤقتة. وهناك، بعيدًا عن أعين الجميع، تزوجنا سرًا. حتى أقرب أصدقائي لم يعلم بالأمر، وتكتمنا عليه، حتى طلبني أبي مجددًا وعدت لأجد نفسي عروسًا لرجل آخر."
وقف أورفين صامتًا، مشدوهًا بكل ما كشفته الأميرة. شعر بثقل الحقيقة، لكنه تمكن أخيرًا من قول، "أميرة... أنتِ..."
قاطعته الأميرة بعينين ملؤهما الرجاء، "أورفين، أرجوك ساعدني. أنا حقًا أحب زوجي، لم أفعل شيئًا خاطئًا. كل ما فعلته هو أنني أحببته. لم أرغب يومًا في الثروة أو السلطة. أردت فقط حياة بسيطة معه وهذا الطفل الذي سيولد . ساعدني لأعود إلى هناك."
أومأ أورفين بتفهم وقال بصوت ملؤه العزم، "بعد قصتك هذه، سأفعل المستحيل لمساعدتكِ، لا تخافي. اعتبريني أخًا لكِ."
ابتسمت الأميرة بإمتنان
إستعاد أورفين رباطة جأشه وقال "حسنًا، الآن يا أميرة ، ما هي الخطة التي لديك؟"
أنت تقرأ
أمانيثا
Fantasíaفي عالم من الخيال، تجد رودين نفسها تواجه واقعها القاسي بعد معرفتها بمرضها وفقدان صديقتها العزيزة. تُخبرها الأسطورة عن "أمانيثا"، المدينة التي يُزعم أنها تحقق الأماني المدفونة. لكن هل هي حقاً مدينة الأماني، أم أن فيها أسراراً أعمق؟ تنطلق رودين في رحل...