واحد النهار كنت فبيتي و دخلات سمعتها تتبكي ، و عيطات فالتيليفون على واحد البنت كانت بعض المرات تتجي تسهر معاها ،دازت نصف ساعة و جات ، بداو تيهضرو ، جات ماما طلات عليا فالبيت و درت راسي ناعسة ، سدات الباب و انا رجعت نسمع .
ماما : قلت ليك شي نهار ايديرها ، ليوما مرتو كانت خدامة دخل على غفلة سد عليا فالبيت و قضا بيا حاجتو و لاحني و حلف عليا منعاود نعتب تما شي نهار ، و راكي عارفة المدينة كبيرة و فين و فين تلقاي شي خدمة مزيانة ،و الله حتا بغيت نخلي هدشي راني تقهرت ، و سمعتها تتبكي و صحبتها تتواسيها .
فالغذ مشيت عند ماما و طلبت منها تسمح ليا ، هي واخا ممزياناش و لكن الدنيا صعيبة ، انا متنبررش دكشي اللي تدير و لكن نحاول على الاقل منزيدش نضغط عليها حتا انا ، عنقاتني و بكاات و شحال و هي تطلب مني السماحة على كلشي ، سمحت ليها و نعست حداها داك النهار و لكن فالغذ.....
ماما نوضي الصباح هاذا، ماما ماما ، ماما ، فيقي ماما، والو مكتجاوبش ، قستها لقيتها باااردة ووجها زرق و الكشكوشة خارجة من فمها، جبت ليها الما من الكوزينة و تنشربها الما و والو شحال و انا تنعيط و على امل انها تجاوبني و لكن والو ، مشيت عند جارتنا عيشة ، شافتها و غوتات ، جراتني زعما باش منشوفش و لكن صورتها هاكاك كانت ترسخات فذاكرتي ، سمعتها تتعيط على الإسعاف :آلو الشريف را واحد المرا جارتي لقيتها طايحة را وجهها زرق و فمها خارجة منو الكشكوشة ، لا أسيدي مقستهاش ،كاينة غير انا و بنتها ، واخا .
هزاتني معاها لدارها و انا مفاهمة والو ، جات لومبيلونس و جاو حتا البوليس و الجيران تجمعو و داز شي وقت و انا تنسولها و هي تتبكي و تتقول ليا: آآآآه يا بنيتي معندك زهر ، شوية تنشوفهم مخرجينها و مغطيين ليا وجهها ، بغيت نمشي معاهم و مخلاونيش ، جاني شي إحساس فشي شكل داك الوقت ، تصدمت مبكيت موالو، غي حسيت الدوخة، و آخر حاجة سمعتها هي خالتي عيشة تتقول ليهم ويلي البنت سخفات .
حليت عيني، تنلقى المعلمة ديالي مسكينة شحال وقفات معايا، تفكرت شنو وقع و سولتها :
أنا : معلمة صفاء شنو واقع لماما ؟
هي (شافت فيا بكل حزن و قالت): زينب انقوليك و لكن حاولي تهدني ، ماماك را ماتت كلات شي حاجة مسمومة و ماتت .
مقدرتش نجاوبها ،واخا 3 سنين و انا تنكرهها لدرجة لا تصور ،و واخا كاع دكشي اللي دوزت عليا و لكن مكنتش كنتمنى ليها الموت، كنت مصدومة و معارفة مندير، تفكرت الهضرة اللي كنت قلت ليها (فوقاش تموتي و نتهنا) بصح قلت ديك الهضرة و لكن غير فلحظة غضب مكنتش نتمنا هدشي يوقع بصح،بقيت شوية عاد قدرت نوض ، حسيت براسي مرفوعة غير ساهية و تنخمم .
بقيت ربعيام مع خالتي عيشة ،كنت تنبقا جالسة فالبيت مربعة رجلي و تنفكر شنو ممكن ندير دابا خرجت بلا ميشوفني شي حد، و أول بلاصة فكرت نمشي ليها هي دارنا ،حليت الباب و دخلت ، شعلت الضواو كاملين، ولكن الدار باقا مظلمة ، حسيت بالاكتئاب، خالتي عيشة شافت الضواو و جات لقاتني ، عنقاتني و بقينا شحال معانقين ، من بعد نضت توضيت و صليت و دعيت فسجودي و بكيت،بكيت على كل شيء ،طفولتي اللي ضاعت، ميمتي اللي بقيت حايرة واش نكرهها ولا نبغيها، فاش تنتفكرها، شوفتها و ضحكتها تنحس بشي حاجة غريبة، قالت ليا خالتي عيشة نبات فدارها ولكن مبغيتش، و قالت باللي هما دفنوها و غدا توريني قبرها ، و سولاتني شنو اندير ، مجاوبتش، انا براسي معارفة مندير ، قلت ليها يحن الله .
ضرباتني الفيقة فالفجر ، اصلا منعستش بقيت غير تنتقلب الليل كامل ، كان باقي الضلام ، جلست فوق السداري فالمرح و تكمشت فبلاصتي ، بقيت مدة غير ساهية ، شوية مشيت للبيت ديال ماما ، لقيت حوايجها اللي بدلاتهم فوق الفراش ، نعست فبلاصتها و عنقتهم و بقيت تنشم فيهم ريحتها ، دموعي خانوني داك الوقت ، و خانوني حتا دابا، و فحال كل مرة تنتفكرها ، اليتم حاجة صعيبة ميحس بيه غير اللي مجربو ،بقيت تنتنخصص غي بوحدي ،درت يدي على فمي و زيرت على وسادتها،حتا سمعت الدقان، متكون غير خالتي عيشة .
مشيت تنجري غسلت وجهي واخا عيني باقين حمرين و مشيت نحل ، متبدلش بزاف من غير تعابير الحزن اللي كانت واضحة على وجهو الدموع نازلين ، عنقني و عنقتو، كلمة مسمعتهاش من فمو 4 سنين هادي .
هو : زينب......بنتي
انا : بابااااا
منظر منقدرش نوصفو ليكم ، كاع المشاعر تخلطو عليا:الشوق،الفرحة،الحزن،الالم،الحب ، بقيت مزيرة عليه و بقينا تنبكيو بجوج ، بابا حبيبي رجع ليا .
أنت تقرأ
طفولة ضائعة
Short Storyقصة بالدارجة المغربية على حياة زينب ? اللي كانت مليئة بالأحداث و المغامرات، القصة فيها طابع حزين ? و لكن فيها حس المغامرة و كلها تشويق....القصة من تأليفي نتمنى تعجبكم الكاتبة : khullo #khullo ✌