طفولة ضائعة

الجزء 31

دازو أيام غير القراية و الدار، تنحس بالحزن ديما معرفتش علاش، الهضرة ديالي نقصات و كلشي لاحضها، حيت انا بطبعي متنسكتش، إجتماعية و فيا الحركة بزاف، و لكن من داك النهار تبدلت، مروة ديما تتحاول تفرحني تنضحك فلحظة ولكن ممرتاحاش مع راسي، واليديها قربو يرجعو ، بقات ليهم غير يوماين، جاو عندهم خوالاتها و جداها تيوجدو باش فاش يرجعو من الحج و يبداو يجيو الضياف يكون كلشي موجود، حتا انا كنت حاضرة معاها، كنا تنوضعو الخطط كيفاش نسرقو الحلوة اللي صايبو، بدلت الجو، حسيت بنفسيتي حسن، دازو يوماين طيارين و جاو عمي و خالتي، مروة غطير بالفرحة فرحتي لفرحتها حتا انا فحالها، جاو الناس تيباركو و دارو حفلة صغيرة و شربنا ماء زمزم و التمر ديال الحج يا سلام ،خالتي فاطمة جابتلي نفس اللي جابت لمروة، شال من الحج و اسدال ديال الصلاة و ساعة ديال اليد و ثوب كنت خيطت بيه قفطان و بزاف دالحوايج آخرين، حتا بابا رجع من السفر، كنت توحشتو بزاف، و حتا هو كذلك، واخا كنا تنهضرو فالتيليفون ولكن ماشي فحال منين تيكون فجنبي، دازو جوج أسابيع كالعادة القراية و المعهد، لاصال و سونطر فالرباط، الضحك و التسطية، حنا كليكة ديما معا معا، كنا بزاف بينا بنات و دراري، ولكن تتبقا مروة و سعد هوما فالمركز الأول، و علي بالطبع اللي علاقتنا مقربة بزاف .
اليوم الأحد الله مكاين قراية، باقا تنبلاني كيف غندور نهاري حتا تيتحل الباب.
بابا : صباح الخير
انا : صباح النور
بابا : انا قلت غتكوني باقا ناعسة ساعا نتي صبحتي فايقة بكري
انا : اه تنشوف شنو ندير هاد النهار
بابا : (قرب مني و شد يدي بين يديه) بنتي نتي عارفاني شحال تنبغيك
انا : هذا أمر مفيهش شك
بابا : معرفتش ربما تكوني متترتاحيش ليا بعض المرات و لا متتيقيش فيا، هذا من حقك ولكن نتمنا تصارحيني بأي حاجة و نتي عارفاني ديما فجنبك و معمرني نتخلا عليك
انا : بابا شنو هاد الهضرة انت راك بابا و حبيبي و قرة عيني و تقتي فيك عمياء و منقدر نخبي عليك حتا حاجة و انت عارف
بابا : اه انا غير قلت و صافي، شنو بان ليك ليوم نخليوه لينا بزوج ؟
أنا : سعادتي انا عندي اللي يفكر فيا، ايوا لكنا نخرجو نقولها لندى نخرجو كلنا
بابا : لا حسن نخرجو غير بجوج
انا (باستغراب) : صافي اللي بغيتي
لبست و فطرت و خرجنا انا و بابا فالطونوبيل، طلقنا الموسيقى بالجهد و تنغنيو معاها بجوج فحال شي جوج مراهقين، جاتني الضحكة على التفكير ديالي ،و حتا بابا فهمني و ضحك، مسولتوش فين غاديين، خليها مفاجأة، الطريق كلها هاكا حتا تتبانليا فالبلاكة "الرباط المدينة" ،بلاصينا الطونوبيل ولكن فين، فالطبيب أو بالأحرى السويسي، شداتني الخلعة من صبعي الصغير، قلبي تيدق بالجهد، يدي تيترعدو فحال كل مرة تنتوتر، و عيني تيرمشو بالزربة، شافيا بابا بمعنى تبعيني، رائحة الطبيب المميزة، رائحة الدواء، ناس تيتسناو مخلوعين و آخرين تيبكيو فمنظر تيقطع القلب، بقيت سارحة فالناس فالوقت اللي بابا تيهضر معا شي طبيب، دقائق فحالا ساعات، باينة ايكون عرف راني مريضة و إلا علاش ايجيبني لهنا، و لكن كيدار عرف، أصلا الليسي كلو عرف مبقا غير بابا، قاطعني صوتو باش نتبعو، وقفنا فجناح أمراض القلب، قالي الطبيب تفضلي، دخلت، حجرة كبيرة فيها أجهزة طبية بزاف، طلب مني الطبيب نجلس و بقا تيسولني شي أسئلة، واش فايتة سخفت من قبل، واش تنعيا فالسبور ولا فالدروج، واش اول مرة ايوقعلي فحال هاكا، و الأجوبة ديالي كانت أغلبها بالنفي ،تنطلب من الله يكمل دغيا و نمشي فحالي، شافيا و تبسم .
الطبيب : غادي نديرو ليك واحد التخطيط ديال القلب باش نشوفو الحالة ديالو و نتأكدو بأن الصحة ديالك مزيانة، متخافيش مغديش يتعطل و متيقسحش واخا ؟
شفت فبابا نظرة رجاء تنطلبو باش منديروش، الطبيب شافني سكت و قالي آجي هنا، صافي كلشي كمل، تنحس براسي بحال هاداك اللي ف le dernier jour d'un condamné فحالا محكوم عليا بالإعدام ،استسلمت و سلمت أمري لله .
الطبيب : هانتي حيدي حوايجك و تكاي بينما نوجدو دكشي لاخر و هانا جاي، و مشا و خلاني مع بابا ،فايتة درت التخطيط فاش كنت فالرباط، تنتفكر فاش قالي الطبيب نفس الكلام، كنت باقا صغيرة، كان بإمكاني بكل سهولة نحيد حوايجي قدام الطبيب، و لكن دابا الأمر مختلف، الجسم ديالي و انا عندي 11 عام ماشي نفسو دابا، الفرق ديال 5 سنين كافي انه يبدل ملامح الشخص و البنية ديالو خصوصا لكان فسن النمو، شفت فبابا و هو فهمني، طمني باللي الأمر عادي و ماشي أمر تيدعو باش نحشم، و دكشي اللي درت، جا الطبيب و بقا تيلصق شي خيوط متصلين بشي آلة فعنقي، جيهت قلبي و فكرشي ،متصوروش شحال كنت حشمانة و هو تيحط يدو عليا، و أخيرا سالينا و النتيجة عارفاها، الطبيب قاليه بنتك عندها ضعف فالصمامات، كان الأمر عادي بالنسبة ليا و لكن بمتابة صدمة بالنسبة لبابا .