الجزء 2

3K 75 0
                                    

كانت عندي نظرة مميزة للأمور و هدشي اللي خلا مكانتي عند بابا غيرها عند خوتي ،هاكا كانت حياتي ما بين القراية و الدار و بعد المرات تنسافرو و فالعطلة ديال الصيف تيجيو عائلتنا من الخارج و مكاين غير الكادويات و الشكلاط و الحلاوي، واخا مناقصني والو الحمد لله ولكن كنت تنفرح بيهم حيت بصح تنحس بيهم جايين لينا دكشي تعبيرا على حبهم ماشي غير للصواب ،و كل عام تنمشيو لتركيا عند جدي و جداتي من بابا، كانو ساكنين تما، و كانت عندو واحد المكتبة عملاقة فيها أي كتاب بغيتي، كنت تنحماق على الكتوبة تنقرا دكشي كبر من سني، كنت تنقرا المؤلفات و الروايات بزاف الشيء اللي خلا عندي تفكير ناضج و متميز و خيال واسع، كان بابا قريب ليا بزاااف و كان تيفهمني بلا منهضر و الى كنت مقلقة تيحس بيا واخا نحاول نبين ليه العكس ،كنت مميزة عندو و كان باين انه تيفضلني على خوتي واخا مكانش تيبغي يبين ،و نوفل، نوفل اللي تنعتابرو أخ و صديق و حبيب و كلشي و تنتفكر علاقتنا اللي كانت مبنية على الحب و المودة بيناتنا ،تنتفكر شوفاتو ليا و ضحكتو معايا و تنتفكر فاش كانت هوايتو المفضلة هي يفقصني و يعصبني و ينوض ليا الجنون فراسي ،كان هبيل و حنين و مفروح و فوقما نوقع فشي مشكل كان هو المساند الرسمي ديالي تيسمعني و يحن عليا و كلشي ،كان كلو حيوية و تبرزيط هه ،كان شخص اللي الكلمات متقدرش توفيه حقو ،و علاقتي مع خواتاتي كانت زوينة كنا تنخرجو و نضحكو و فالليل تنتجمعو حنا كاملين كأسرة تنهضرو نغنيو و نتناقشو و كل واحد تيعاود شنو طرا ليه فنهارو ،و على عكس الكل علاقتي مع ماما كانت علاقة محدودة و تتقتصر على احاديث قليلة من حين لآخر و حتى هي كانت تتشوف ماما حياة تتعاملني بحال بنتها و تتعطيني الحنان فمكانتش تتحاول تقرب مني و تجعل علاقتنا قريبة و واخا انا كنت تنحس بالنقص من هاد الجهة الا اني مكنتش تنبين ،ماما صراحة كانت فاتنة الجمال، كان شعرها طويل و زعر و عينيها زرقين و بيضا ،و كنت ديما تنشد فبابا تنقوليه انت اللي صدقات ليك ههه ،كانت حياتي غادة مزيانة حتا جا داك النهار المشؤوم اللي تبدل فيه كلشي .
كنا فبداية شهر أبريل كنت تنقرا فالخامس ابتدائي و بابا مع خدمتو كان ديما مسافر و خوتي كلهم تيقراو، مشيت نقرا فحال ديما و لكن لقيت المدرسة مرونة كان الاسبوع الثقافي فالمدرسة و انا فحال ديما تنشارك فنادي المسرح و الغناء ،كان عزيز عليا نمثل و نمشي للمسرحيات و العروض و كنت تنعزف على البيانو فوقما تتكون شي حفلة تنكون انا النجمة ،شكرا شكرا على التصفيقات هههه ، المهم خديت الدور ديالي فواحد المسرحية بالفرونسي و كان طويييل و لكن معليش كلشي تيهون امام الصبر و العزيمة القوية (بديت تنتفلسف عوتاني متديوش عليا) و عطاوني واحد الاغنية نغنيها ،كان صوتي زوين فالغنا ،كان اما دابا لغنيت الدار تريب على راسي (غا ضحكت) المهم بدينا تندربو داك النهار و الغد قالو لينا منجيوش نحفضو الدور ديالنا و حتال من بعد و نكملو التدريبات رجعت للدار فرحانة سلمت على كلشي و شافني بابا سولني و عاودت ليه ، الغد كان هو مسافر لوجدة على قبل شي خدمة عندو ، انا صبحت ناااعسة تنتكسل على خاطري ،لقيت الدار خاوية خوتي كلشي فقرايتو و بابا مسافر و ماما حياة ليوم متتكونش تتمشي تشوف بنتها خدامة فواحد المحل بعيد و تتجي حتال العشية قلت مع راسي كاينة غير انا و ماما نمشي نجلس معاها شوية ،دكشي اللي كان مشيت دقيت عليها و مجاوباتنيش حليت و ملقيتهاش ، هبطت لتحت و سمعتها تتهضر مع شي واحد فالباب ،طليت و كان هو صاحب بابا و هي تتهضر معاه ،كانو تيهضرو عادي قالت ليه را بابا مكاينش و شوية بدا تيقيسها فيديها ،هي فاللول حيدات يديها و لكن بقا تيقيسها حتا شوية غاصو فقبلة عميقة و دخل و سد الباب ، انا تخلعت و تخبعت تحت الطبلة و هما طلعو للبيت ،أنا تصدمت من دكشي اللي شفت ، كيفاش قدرات دير هدشي ،واش على ود الفلوس؟ و لكن بابا معمرو خصر ليها و لا بغات شي حاجة و محضراتش ،حيت صاحبو زوين؟ و لكن بابا حسن منو و هادا ماشي مبرر لهدشي ،مبقيت عرفت مندير ، هي تيسحابليها انا قارية ليوم و حتا واحد مغيعرف ، طلعت بشوية و سمعتهم من ورا الباب و عرفت انها بصح ناعسة معاه ،حبست دموعي و هزيت شكارتي و حوايج المدرسة لبستهم دغيا و خرجت بلا حس ، معرفت فين نمشي و لا شنو ندير و تفكرت واحد جارتنا عزيزة عليا دقيت عليها و خرج ليا راجلها و تبعاتو ، مقدرتش نحبس دموعي فاش شفتها حيت هما 10 سنين و هما مزوجين و لكن مولدوش و المشكل فراجلها و مع ذلك متخلاتش عليه و مقدارتش تخونو و ماما اللي عندها 6 ديال الولاد و راجل تيبغيها من قلبو و عايشة عيشة ديال الملكة و فرطات فيه و طعناتو فظهرو و معامن يا حسرة مع صاحبو و رفيق عمرو ، كنت صغيرة و لكن شفت كلشي و فهمت كلشي و حتا دكشي الليطرا ليا قبل خلاني ننضج و نوعا و نفهم ،جارتنا مفهمات والو و لكن كتفات انها هزاتني عندها و عنقاتني ، دخلاتني لدارها و عطاتني الماء و مسحاتليا دموعي .

طفولة ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن