رجعنا و هو محطم، تيشوف فيا بنظرة مختلفة على قبل، ماشي نظرة حب فقط، ولكن فيها شوية ديال الشفقة ،كسرت الصمت و حنا فطريقنا لمكناس و الضلام طاح .
انا : بقيت فيك؟
بابا : كان فراسك هدشي ؟
أنا : علاش تتسول؟
بابا : من حقي نعرف
انا : لا ماشي بالضرورة
بابا : كنتي عارفة راسك مريضة؟
أنا : شنو اللي خلاك تفكر هاكا؟
بابا : اي واحد فبلاصتك كان غيدير ردة فعل ماشي ايبقا ساكت و ممسوقش
انا : وي كنت عارفة
بابا : من امتا؟
أنا : من زمان ،منين كنت فالرباط
بابا : و كيف طرا و شنو درتي؟
أنا : واحد النهار سخفت و فاش كنت فالطبيب قاليهم راني مريضة و عطاني الدوا و صافي .
بابا : واش كانت تتعامل معاك خايب؟
أنا : شكون؟
بابا : ماماك
انا : عادي، (و دورت وجهي للزاج)
بابا : تتكذبي
انا : لا
بابا : انا تنعرفك
انا : اووف صافي مفيا منهضر
بابا : على خاطرك
رجعنا للدار و كلشي تيتساءل فين كنا، مشيت لبيتي و صونيت على مروة، ضحكاتني بعدا و نسيت باش كنت تنحس، سولاتني كيف بقيت و شنو درت، مقلت ليها والو ،سولاتني واش بابا قال شي حاجة فهاد الموضوع و هنا دخلني الشك،حيت هي فالعادة متتسولش بزاف و متتحكرش إلا لكانت عندها شي علاقة بالأمر، بقيت معاها حتا عرفت باللي هيا اللي قالتها لبابا و تما انا تعصبت كتر من القياس ، رميت التيليفون و بقيت تنغوت بوحدي، معرفتش شنو طرا و لكن جعرت بزااف، سمعت الدقان و مبغيتش نحل، حسيت بالشمتة ،انا مبغيتوش يعرف و هي مشات قالت ليه كلشي، واخا تكون نيتها مزيانة و لكن عمري نسمح ليها ميمكنش ليها تدخل ليا فحياتي هاكا، فاش تهدنت شوية دخلت دوشت حسيت براسي ارتحت شوية، لبست شوميز باش نعس و فوقها بينوار ساتان خفيف، طلقت شعري اللي فات كتفي شوية، صبغت ضفاري بالكحل و كحلت عيني،صايبت قهوة كحلة باش نبقا سهرانة كثر، رشيت عطري المفضل و خرجت للبالكون، حطيت الكاس فوق الطبلة و وقفت تنتأمل هاد المنظر ،الهوا ديال الليل بارد و زوين، الأضواء ديال المدينة تيبانو من بعيد، تنسمع (louki) تينبح من الجردة ، هزيت الكاس بيدي تنشرب شوية بشوية حتا ساليتو، طلقت موسيقى كلاسيكية هادئة و شعلت گارو و سرحت فخيالي كالعادة، تفكرت حياتي كيف كانت و كيف ولات، كون غير كانت ماما حسن كورا ميطرا والو من هدشي، كون نوفل متعرفش على ديك البنت كون ماماتش و كون أنس گاعما يهرب أصلا ، كون و كون و كون ،ولكن هاد الهضرة معندها فاش تفيد ،جبت المونيكا ديالي اللي عندها طربوش أخضر، هي نفسها اللي كان تياخدها لي نوفل، عنقتها بحنين، حنين للماضي، لذكرياتي، لخوتي ،لماما، و ليا حتا أنا، حسيت براسي مخنوقة، الدموع على طرف عيني و لكن منقدرش نبكي، مسحتهم بالزربة حيت ديما عندي فكرة أن البكاء حاجة تافهة، إنني لبكيت انكون ضعيفة و لكن انا قوية، خاصني نكون قوية، كانت عندي هاد الفكرة من صغري حتا تعودت و مبقاتش تتجيني الرغبة فالبكا، و إلى جاتني تنكبتها، تنحس بالهواء البارد تيضرب فصدري ،معرفتش شنو اللي خلاني نهز الكاس و نرضخو مع الأرض بالجهد، ولا عبارة عن قطع زجاجية مرمية هنا و لهيه، ختاريت أكبر وحدة فيهم، و بقيت تندوزها على يدي بشوية، جرحاتني ولكن محبستش، جرحت يدي و بقا الدم تيسيل و تنحس باللي آلامي حتا هي تتسيل معاه، المنظر ديال الدم تينزل على شكل قطرات جاني فشي شكل، عجبني، جاتني الرغبة باش نضحك، ضحكت فحال شي واحد سمع شي نكتة عجباتو، ضحكت حتا شبعت، و داويت يدي و نعست.
صبح الصباح، لبست حوايجي بالزربة و خرجت بلا فطور، وصلت بكري كان الباب ديال الليسي باقي متحل يالاه 07:30 دابا،جلست قدامو و درت ليكيت فودني و هبطت راسي، شعور فحال الى راني بوحدي اللي كاينة ، حتا تنحس بشي يد تحطات على كتفي، تخلعت و وقفت بالزربة.
سعد : زينب شنو تديري فهاد الوقت مالكي جيتي بكري.
انا : غا رشاقات ليا و صافي
سعد : نجلس حدا
انا : وي جلس
سعد : كي بقيتي بعدا شوية؟
أنا : لاباس راني خير و سلام
سعد: ايوا لاباس بعدا، البارح دزت عندك للدار و قالولي راكي مسافرة
انا : اه مشينا للرباط
سعد : و علاش؟
أنا : هاكاك و صافي
سعد : مالكي؟
أنا : مالي؟
سعد : موالف ديما نلقاك ناشطة و تضحكي و لكن هاد اليامات ماشي بحال ديما
انا : غا كاعية مع راسي و صافي
سعد : عاوديلي مالكي
انا : ماماليش
سعد : لا مالكي را باينة فيك
أنا : واش انا واضحة لها الدرجة كل واحد تيعرفني لكذبت ولا لتقلقت علاش زعما
سعد : حيت نتي مكتعرفيش تكذبي و تنافقي و هادشي علاش تنبغيك
انا : تتبغيني
سعد : اه علا نتي متتبغينيش
انا : تنبغيك ولكن راك عارف فحالاش
سعد : فحال خوك ياك
انا : ممم معرفتش امكن
سعد : اه صافي
انا : مالك فحالا تقلقتي
سعد : لا غير جاب ليك الله
انا : ايوا منعرف، تصنت معايا؟
سعد : واخا
عطيتو ودن و بقا تيسمع معايا، حطيت راسي على كتفو و غمضت عيني مدة حتا تنحس بيه تيحرك كتفو،حليت عيني و تيبانلي التلاميذ بداو تيجيو و تيتسناو الباب يتحل، و شي بنات تيشوفو فيا تقول قاتلا الروح .
أنت تقرأ
طفولة ضائعة
Short Storyقصة بالدارجة المغربية على حياة زينب ? اللي كانت مليئة بالأحداث و المغامرات، القصة فيها طابع حزين ? و لكن فيها حس المغامرة و كلها تشويق....القصة من تأليفي نتمنى تعجبكم الكاتبة : khullo #khullo ✌